الرباط -المغرب اليوم
رغم كونه مؤرخا وكاتبا روائيا، إلا أنه سهر على ترأس مسؤولية الشأن الديني للمغاربة لنحو عقدين من الزمن، وسيواصل نفس المهمة لخمس سنوات أخرى، بعدما عينه الملك محمد السادس، اليوم الخميس، وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية في الحكومة الجديدة. إنه أحمد التوفيق، الوزير الثابت في التشكيلات الحكومية المتعاقبة منذ 2002، ويعد بذلك أقدم وزير في تاريخ
الحكومات المغربية، حيث ترأس الوزارة تحت إمرة 5 رؤساء حكومات ووزراء أولين، ويتعلق الأمر بإدريس جطو، عباس الفاسي، عبد الإله ابن كيران، سعد الدين العثماني، ثم عزيز أخنوش. رأى أحمد التوفيق النور يوم 22 يونيو 1943، بدوار إيماريغن التابع لجماعة وركان بإقليم الحوز، ودرس الابتدائي والثانوي بمراكش، ثم حصل سنة 1968 على الإجازة من كلية
الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ودبلوم التخصص في تاريخ المغرب سنة 1969، ودبلوم الدراسات العليا في التاريخ عام 1976 من نفس الكلية. شغل التوفيق مهام التدريس في بداية مساره المهني، حيث كان معلما بالسلك الابتدائي بمراكش بين 1961 و1964، وأستاذا للتعليم الثانوي بالرباط من 1968 و1970، ثم أستاذا مساعدا وبعدها محاضرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط من 1970 إلى 1998. وبين سنتي 1989 و1995 شغل منصب مدير معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس، ثم محافظا للخزانة العامة للكتب
والوثائق بمديرية المكتبة الوطنية، من 1995 إلى 2002، قبل أن يعين سنة 2002 وزيرا لأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو نفس المنصب الذي ظل يشغله في حكومات 2007 و2012 و2017 و2021. للتوفيق عدة مؤلفات وأبحاث ومقالات في التاريخ والرواية وغيرها، إذ ألف 5 روايات هي “والد وما ولد” سنة 2009، “جارات أبي موسى” سنة 1997، “شجيرة حناء وقمر” عام 1998، “السيل” سنة 1999، و”غريبة الحسين” سنة 2000، وقد عرفت روايته “جارات أبي موسى” بنقلها إلى شاشة التلفاز عبر المخرج عبد الرحمن التازي. وألف التوفيق في
التاريخ من خلال كتب “في تاريخ المغرب” عام 2019، و”المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر: 1912-1850″، و”ابن زيدان مؤرخ الدولة العلوية”، سنة 1999، كما ساهم الترجمات عبر مؤلف “أفريقيا لمارمول” الذي يقع في 3 أجزاء، و”النخبة السياسية المغربية في القرن التاسع عشر لمصطفى الشابي”. واشتهر التوفيق كذلك بتحقيق الكتب التاريخية، أبرزها “التشوف
لابن الزيات”، “نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني للقادري” الواقع في 4 أجزاء، “دعامة اليقين في زعامة المتيقن لأحمد بن أحمد العزفي”، “مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال لمحمد بن عبد الله الكيكي”. وحصل أحمد التوفيق على عدة أوسمة وجوائز، على رأسها وسام العرش من درجة ضابط كبير، ووسام العرش من درجة فارس، ووسام فارس الآداب والفنون للجمهورية الفرنسية سنة 1999، وفاز بجائزة المغرب للإبداع الأدبي عام 1998، كما كان عضوا في اللجنة الاستشارية لبرنامج ذاكرة العالم بـ”اليونسكو”. وشارك التوفيق في الإقامات الأكاديمية بالخارج بكل من جامعة السوربون الجديدة بفرنسا بين 1979 و1980، وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية بين 1991 و1992، ثم إقامة تدريس بكلية علوم الأديان بجامعة هارفارد من فاتح يناير إلى 30 يونيو 2001.
قد يهمك أيضاً :
الملك محمد السادس يوافق على تعيين مسؤولين قضائيين بالمحاكم
تعيين ملكي مرتقب للحكومة الجديدة برئاسة عزيز أخنوش اليوم الخميس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر