الرباط - المغرب اليوم
كشفت المعالجة النفسية وأستاذة علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي أن الشخصيات، وبشكل عام، التي ترتكب جرائم الذبح والقتل وقطع الرؤوس بدم بارد، هي شخصيات مضطربة. وأوضحت أنها بعد شاهدت مقطع الفيديو الذي يفترض أنه يوثق عملية ذبح السائحتين، لأكثر مرة بحثا عن معالم شخصيات مرتكبي الجريمة، وجدت أنها "شخصيات مضادة للمجتمع، من أعراضها التمرد على القواعد الأخلاقية والقانونية والدينية والاجتماعية للمجتمع الذي تنشأ فيه، كما أنها شخصيات تتمحور حول ذاتها وتلغي الآخر وتتميز بالأنانية وحب الذات وتقديم المصلحة الشخصية وتقدم على إيذاء الآخر والاعتداء على ممتلكات المجتمع". وأضافت المرابطي: يمكن لهذه الشخصيات أيضا ارتكابها عنفا لفظيا أو حتى ماديا، يصل إلى حد ارتكاب جرائم دون تأنيب للضمير.
وأكدت المعالجة النفسية أن تلك الشخصيات التي تتأطر فكريا بجماعة متطرفة، غالبا ما تعاني من الفراغ والتهميش وتحب أن يتم الالتفات لها، لذلك ترتمي في أحضان جماعات تعطيها الاهتمام فهي فاقدة له في محيطها الأسري أو الاجتماعي. وأردفت: أظهرت التجارب عبر السنين أن منفذي العمليات الإرهابية في المغرب يعيشون في بعض الأحيان إحباطات مادية وبطالة وتشرد وإدمان على المخدرات، وبالتالي هذه الشخصيات تكون هشة ولها معاناة نفسية، وتعيش فراغا وتحب أن يلتفت إليها الآخر ويعطيها قيمة فهي بالتالي فاقدة لهذه الأخيرة وتجدها في تنظيم معين .. لذلك تصبح خاضعة لأوامر هاته التنظيمات وتنفذ ما تطلبه منها، وهذا ما يجعل ارتكاب الجرائم من خلال أفكار ليست صحيحة كالدخول إلى الجنة عبر قتل الآخر. وعن السبل التي يمكن بها "صد" الإرهاب، قالت أستاذة علم الاجتماع إنه يجب علي الأسرة مراقبة الأبناء وتحذيرهم من كل ما هو سلبي خاصة في العالم الرقمي، وتحديدا الجماعات المتطرفة والجماعات التي تدعو لتغيير الدين والمواقع الإباحية، ونسج علاقة قوية مع الابن المراهق”. ودعت أيضا إلى"تكثيف البرامج الإعلامية التي تشتغل على هذه القضايا، من بينها الدراما والوصلات الإشهارية التي تحارب التطرف، تؤكد المرابطي، مشيرة أن "بعض البرامج التي يتم استضافة فيها خبراء، لكن يتم استعمال لغة لا يفهمها الإنسان البسيط والعادي".
وشددت على ضرورة حضور فكرة محاربة التطرف في البرامج التعليمية جميعها، وليس فقط الإشارة لها في مادة التربية الإسلامية و"إنشاء مديريات خاصة لتتبع الشباب من طرف القطاعات المهتمة بالشباب، سواء وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف". وختمت بشرى المرابطي حديثها بالقول إنه "ينبغي على مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تكثف مجهوداتها كي تصل لهذه الشريحة وتتمكن من إعادة بناء مفاهيم الشباب لكي لا يكونوا لقمة سائغة للسقوط في الشبكات الإرهابية والاضطرابات النفسية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر