الرباط ـ المغرب اليوم
لأول مرة، وضع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الحركة الإسلامية تحت مجهر النقد، بشأن تعاطيها مع العمل السياسي، وقال إن “الخطأ الجوهري” للحركة الإسلامية في العالم هو السعي إلى الحكم.
رئيس الحكومة السابق قال إن دور “أبناء الحركة الإسلامية ليس هو أخذ الحُكم وأن نحكم على الناس، ويكونوا من أصحاب القرار؛ بل دورنا هو أن نستقيم ونتمثل قناعات ومواقف وأخلاق العقيدة الإسلامية وأن ندعو الآخرين إلى ربنا عز وجل”.
وأضاف، في كلمة ألقاها في المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الداخلة واد نون، قائلا: “إذا كانت الحركة الإسلامية في العالم تتصور أو تعتقد أو يتخيل إليها أو هي مقتنعة بأن دورها هو أن تأخذ الحكم فهذا هو الخطأ الجوهري الذي ارتكبته”.
وتابع: “دورنا ليس هو أخذ الحكم، فلن تجد نبيا أو مرسلا من السلف الصالح يبحث عن الحكم؛ بل إن الأنبياء والمرسلين يقولون إن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا”، موضحا أن هذه القناعة هي التي دفعته وإخوانه في الحركة الإسلامية التي تمخض عنها حزب العدالة والتنمية إلى تغيير مسارهم.
بنكيران اعترف بأن أبناء الحركة المذكورة كانت لديهم، قبل تغيير مواقفهم، قناعة بأن “سياسة البلاد قائمة على مخالفة مبادئ الدين، ولم يكن لدينا وضوح حول ما يجب أن نفعل، هل ننخرط في السياسة أم نقوم بانقلاب، وكان لدينا حكم شامل عن الجميع بأنهم طاغوت”.
ونبه الأمين العام لحزب “المصباح” إلى أن الساعي إلى أخذ الحكم إما أن ينجح، وإما ينتهي به الأمر في السجن أو يقتل، “وعندما تدخل إلى السجن بعد فشلك في الوصول إلى الحكم فلا تقل إنني سُجنت لأنني مؤمن، لأن لدي لحية، لا، لأنك انت اللي جبتّي البلا على راسك”.
واستطرد قائلا: “لم أكن أريد قول هذا في السنوات الفارطة، لأن الناس كانوا في محن ونقْدهم سيستغله الخصوم”، مضيفا: “نحن جئنا إلى السياسة من أجل إصلاح أمور مختلة، لا من جهة ديننا ولا من جهة نظافة شوارعنا وتربية أولادنا، وليس كخطوة لأخذ الحكم، وهذا ما وقع للحركة الإسلامية”.
وفي حال تحقق النجاح في الوصول إلى الحكم، أضاف بنكيران: “ستعاني من المشاكل التي يعاني منها الحكام قبلك، حيث سيطالبك الناس بأن توفر لهم حقوقهم، وليس بتطبيق الدين، وأنت لا تستطيع، وكتْبدا تروّن وتتسلط لأنك تخاف على حكمك من الانهيار”.
وضرب مثلا بتجربة الإسلاميين في السودان قائلا: “فيهم أخيار وأذكياء وعباقرة، ولكن عند وصولهم إلى الحكم لم يقدروا على النجاح في تحقيق التنمية بالشكل المطلوب، وظهر منهم بعض الذين يبحثون عن السطلة والمال والثروة، والطائفية والإقصائية، وفي الأخير تخلى عنهم الشعب”.
وأضاف رئيس الحكومة السابق: “الله خفف عنا، ما عطنا حكم ما بغينا حكم، بالعكس كنفكروا فهاداك السيد اللي يبارك في العمر ديالو (يقصد الملك)، وكنقولو بصراحة باز اللي مات باك هادي ثلاث وعشرين عام وباقي انت شاد الگيدون (مقود) هاد المغرب، ونقول له حنا معاك، جينا غير باش نعاونوك، في إطار القوانين المعمول بها”.
قد يهمك ايضا:
الوطني للأحرار يهاجم بنكيران ويحمله مسؤولية "فشل" التجربة الحكومية المغربية
بنكيران يُعبر عن موقفه من قرار تحرير أسعار المحروقات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر