أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية
آخر تحديث GMT 23:10:15
المغرب اليوم -

أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية

مدير مركز "الميزان" محمد عبد الوهاب رفيقي
الرباط - المغرب اليوم

تصدرت فضيحة الراقي البركاني المتهم باغتصاب عدد من المريضات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، لتضع من جديد "مهنة الرقية" تحت المجهر، وبعد أن كانت النقاشات السابقة تتمحور بشأن جدوى هذه الممارسة في تقديم العلاج، أصبح النقاش اليوم بشأن التداعيات الغير أخلاقية التي يتورط فيها ممتهني الرقية باسم الدين، لتصريف نزواتهم الجنسية و ابتزاز ضحايا دفعهن المرض والجهل إلى أحضان المتسترين بالدين وفي الحوار التالي يتحدث الباحث في الشأن الديني، ومدير مركز "الميزان"، محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) لأحداث أنفو، عن مفهوم الرقية، والأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء لها طلبا للعلاج، إلى جانب تورط عدد من الرقاة في فضائح جنسية.

 دائما ما ترفق عبارة "الرقية" بكلمة شرعية، هل لهذه الممارسة سند شرعي؟

الرقية في الأصل وسيلة من الوسائل التي كانت قبل الإسلام، و كان يقصد  بها  التحصن من الأذى والشر، أو معالجة بعض الحوادث التي تقع كلدغة العقرب أو الأفعى، وكانت أسلوبا جاهليا قديما استعمله بعض الصحابة ولم يمنعهم النبي من ذلك، وهي ليست أسلوبا إسلاميا ولا يوجد شيء اسمه رقية شرعية، ولا رقية إسلامية هي فقط نوع من التحصن مما كان يعتقد أنه شر خارجي استعمله الإنسان منذ القديم ولم يمانعه الإسلام.

ماذا عن الروايات التي تنسب هذه الممارسة للنبي؟

كل الروايات التي تتحدث عن الرقية والمنسوبة للنبي هي أحاديث غير صحيحة حتى بمنهج المحدثين هي أحاديث لا تثبت، ولهذا قلت ما يثبت منها هي أن النبي أجاز استعمال بعض الوسائل التي كانت مستعملة فيما قبل و كانت تستعمل بشكل فردي، وليس هناك شخص متخصص في هذا الباب وليست هناك طقوس معينة يلزم اتخاذها في هذا الباب كل ذلك من المخترعات التي طرأت فيما بعد في الرقية.

هل يمكن استعمالها من دون وسيط كممارسة شخصية يجد فيها البعض راحته؟

نعم بالنسبة لي هي نوع من العلاج النفسي الذي يمكن أن يستعمله البعض بشكل شخصي، دون أن يتحول ذلك إلى مهنة أو تخصص أو مراكز يتم فيها التلاعب بنفسيات الناس، أو استغلال حب الناس لكل ما هو ديني  حتى يتوهموا أنه حقًا قد حصل العلاج بذلك، مثلًا إذا كان الاستماع للقرآن يحدث راحة نفسية، فأنا لا أرى أي إشكال في ذلك لكن المشكل هو تحول الأمر لمهنة ومصدر لدر الأموال كنوع من الاستغلال للدين في بيع الأوهام.

هل يقتصر اللجوء لها على الجانب الديني، أم أن الجانب التعليمي والمادي حاضر؟

كل هذه الأسباب في نظري مما يدفع الناس إلى الالتجاء  لمثل هذه الطرق، فمن الطبيعي في مجتمع يغلب فيه الأمية والجهل ويقل الوعي أن يتم التعلق بمثل هذه الخرافات و الأوهام، من دون أن ننسى الوضع الاقتصادي الهش الذي يدفع الناس للوصفات الرخيصة على الأدوية وزيارة الطبيب المكلف إضافة إلى غياب جو عقلاني في المجتمع بسبب التعليم والإعلام وغيرها من الأسباب الأخرى التي  تجعل الناس يصدقون مثل هذه الأوهام.

ما تعليقك بشأن غياب جو الثقة والهجوم الذي تعرض له الرقاة بعد تورط عدد منهم في فضائح تحرش أو اغتصاب؟

في نظري لا يمكن المبالغة في هذا الأمر واعتبار أن هؤلاء الذين يلجؤون لممارسة الرقية   ليس لهم دافع إلا الدافع الجنسي، ومن ناحية أخرى لا يمكن إنكار هذا الأمر جملة وتفصيلا إذ أن الأجواء المكبوتة التي تعيشها الكثير من الأوساط المتدينة بسبب العلاقة المتوترة والمضطربة مع المرأة، بسبب كثرة فتاوى التحريم في كل ما يتعلق بالمرأة هو  الذي يدفع الكثير من المتدينين للبحث عن منافذ لتلبية رغباتهم ومكبوتاتهم، وهذا لا نجده فقط عند الرقاة بل عند الكثير ممن لهم علاقة بهذا المجال أو ممن يظهرون التدين ، أو يعيشون في بيئات متدينة فلا شك أنهم يستغلون مثل هذه المنافذ للتنفيس عن الكبت، كما أنه ليس من الإنصاف أيضا تعميم الأمر و جعله السبب الوحيد، وإلا هناك رقاة لا يستغلون هذا الأمر وهناك أيضا خارج مجال التدين من يمارس وسائل أخرى لتفريغ مكبوتاته.

هل يمكن الحديث عن بيئة حاضنة لأفكار جديدة من شأنها محاربة بعض المظاهر المنحرفة للرقية كممارسة مغلفة بالدين؟

طبعًا الأمر ليس بسهولة بمكان، لأن الأمر له علاقة باعتقادات و أفكار مترسبة في عقول الناس هي التي ينبغي في رأيي أن تحظى بالعلاج ، لأن هؤلاء الرقاة لو لم يجدوا من يصدقهم و من يلتجأ إليهم ويؤمن بادعاءاتهم لأغلقوا مراكزهم منذ زمن، ولكن انتشار الفكر الخرافي وتعلق الناس به و تصديق الناس له هو الذي يشجعهم على ممارسة هذه التجارة، وبالتالي لابد من نشر الوعي و محاربة النصابين الذين يستغلون الدين لمآربهم ومصالحهم الخاصة وهذا الأمر لا يمكن أن يكون إلا بإرادة سياسية واضحة لمعالجة هذا الموضوع.

 إلى أي حد يمكن للمؤسسة الرسمية الدينية أن تساهم في محاربة الممارسات المنحرفة المرتبطة بما هو ديني؟

من الواجب على الدولة بكاملها أن تتصدى للموضوع، بكافة أجهزتها وليس فقط المؤسسات الدينية التي عليها دور  التوعية والتوجيه والتحذير، ولكن جهات أخرى كالداخلية عليها مسؤولية التدخل لحماية المواطنين من الوقوع في شراك هؤلاء النصابين والشعوذة باسم الدين والرقية الشرعية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:14 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
المغرب اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"

GMT 11:21 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أبرز وجهات شهر العسل في ماليزيا

GMT 22:54 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المغنيّة المغربية نجاة الرجوي تُعلن إصابتها بمرض السكري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib