الرباط -المغرب اليوم
صدر للباحث عبد الرحيم الضاقية، مؤلفا جديدا يحمل عنوان” كفايات المدرس المهنية. مقاربات تطويرية لمهنة التدريس”، يرمي إلى المساهمة في التأسيس لممارسة فصلية تمتح من مرجعيات مختلفة، من قبيل ما هو تراثي وما ينتمي إلى الدراسات الحديثة في علوم التربية والديداكتيك.ينطلق المؤلف في هذا الكتاب، من خلال تعامل مرن مع جميع المرجعيات، واختار خلال هذه المحاولة ولوج محفل تطوير وتجديد الممارسة من مداخل متعددة، تمكن من التعامل معها في إطار الممارسة الميدانية التي قادته إليها مهام مهنية، أو التجربة التأملية الذهنية التي تطرح إشكالات محايثة لفعل التدريس من مواقع مختلفة.
وانطلق الباحث من التساؤل حول محركات تصور المنهاج، عبر وضعه في إطار خلفية تاريخية تأصيلية تمتح من رؤية تراثية مستشرفة للمستقبل، ومحللة لفعل التعليم والتعلم من وجهة نظر سوسيولوجية جنينية تبحث في مدى إمكانية إنتاج نموذج تربوي بمرجعية مغربية أصيلة، ومن خلال تفكيك وتحليل النموذج الخلدوني في التعليم والتعلم، ومدى ملاءمته للمنهجيات والمفاهيم المتداولة حاليا ضمن النقاش التربوي.
وقاد الحفر المنهجي والمعرفي الذي اعتمده المؤلف في هذا الكتاب الذي يقع في 384 صفحة، إلى مسائلة منهاجية تتبنى منطق المضمون، وتسائله عبر موضوعة درس التاريخ وتاريخ الأديان من خلال قراءة مستعرضة لمنهاج مادة التاريخ في الأسلاك الثلاث ( ابتدائي – إعدادي – تأهيلي )، وتحليل المضمون واقتراح بدائل لإغناء التصور وتطويره.وسعى الباحث إلى فحص جاهزية المدرسة المغربية لركوب موجة التغيير التي تجتاح العالم عبر تبني المهارات الحياتية التي تؤهل لجيل جديد من التعلمات وبناء المعرفة، كبديل للممارسات العقيمة التي وقف الجميع على محدوديتها في الرفع من جودة العملية التعليمية- التعلمية، وقد اقتفى أثر الاستشارة الواسعة والتجريب الموجه الذي سارت عليه الوزارة وشركاؤها في الميدان، مع الانفتاح على مفهوم الالتقائية كمفهوم مسافر ومنتج لأدوات تحليل جديدة.ووضع الباحث مؤهلات وكفايات المدرس/ة في التعامل مع بعض كائنات المدرسة التي تشكل هويتها، ومنها الأثر المكتوب كإنتاجية تفضي إلى الاستقلالية المعرفية والمنهجية للمتعلم/ة أمام المسائلة، وحضر سؤال التقويم ضمن الاهتمام، من الزاوية المهنية للمدرس/ة، وزاوية موضوع التصحيح كمخرج طبيعي لكل عملية تقويم تبتغي المعالجة وتطوير الكفايات الخاصة بالتلاميذ/ات.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر