أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس
آخر تحديث GMT 12:09:26
المغرب اليوم -

أكاديميون يكرّمون "أستاذ الأجيال" المختار الهراس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أكاديميون يكرّمون

تكرّيم "أستاذ الأجيال" المختار الهراس
الرباط - المغرب اليوم

في لقاء تكريمي ملؤه الاعتراف بفضل وجميل وأخلاق السوسيولوجي المختار الهراس، تعاقب أجيال من طلبته على تقديم شهادات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، عن تجاربهم الشخصية والمهنية والتعليمية التي عاشوها معه طيلة أربعين سنة من عطائه.

رحال بوبريك، الباحث في الأنثروبولوجيا، قال إن الهراس "إنسان وتربية وحكمة ورزانة وعطف"، واستحضر تجربةَ عاتبه فيها على خطأ التسرّع في قراءة كتاب بالفرنسية، لم تخل من تحفيز لأنه اشترى كتابا وحاول قراءته مستعينا بالمعجم، ثم استعاد ذكرى لقائه صدفة أستاذَه في مطلع تسعينيات القرن الماضي بباريس، إذ أعطاه ساعتين من وقته، في وقت كان بوبريك دون منحة، وكان يشتغل ليلا في فندق، ويدرس صباحا، وعبّر عن امتنانه لتشجيع أستاذه وافتخاره به رغم كل مشاكله المادية واللغوية والعوائق المعرفية التي عانى منها آنذاك.

واستحضر بوبريك شهادة الهراس في حقه عند التحاقه بالجامعة المغربية، وتأثّره عند علمه بها، مضيفا أنه عندما كان يطلب منه أن يشارك في درس أو مناقشة أطروحة كان يجيب بوبريك: "عندما تحتاجني لا تحتاج موافقتي، أكتب اسمي مباشرة". وأكّد الأنثروبولوجي بوبريك في مداخلته نفسها أن "تقاعد السوسيولوجي الهراس تقاعدٌ إداري، ومسألة تقنية، لأنه لن يشفى أبدا من التأطير والتكوين العلميين".

وذكر السوسيولوجي محمد مرجان أن علاقته بعالم الاجتماع الهراس ترجع إلى تاريخ قديم جدا، واعترف بـ"جدارته وعمق القضايا التي اشتغل عليها بحثا وتدريسا، وانخراطه في مسؤولية التكوين العلمي لأجيال من الطلبة بتفان وإخلاص كبيرين؛ وحرصه الدائم على الأخذ بصميم التقاليد العلمية والمنهجية بدرجة أولى".

وتذكّر مرجان أن الهراس قلما جعل نفسه موضوعا، واسترسل موضّحا أنه أول من أسس لما سيعرف بـ"سوسيولوجيا جْبالة"، وأنه استطاع تحقيق التوازن المطلوب بين كونه خبيرا وكونه أستاذا دون إخلاله بطرف من الطرفين، ثم تحدّث عن تجربته المبكرة معه منذ تعرّفه على مهاراته الكروية، وصولا إلى "إنقاذه ما يمكن إنقاذه" بعد "بلوكاج" عرفه المتدخِّل مرّتين عند إعداده دبلوم الدراسات العليا، وعند إعداده دكتوراه الدولة.

من جهته وصف الباحث سعيد بنيس تجربة الهراس في الجامعة المغربية بـ"تفكيك ما بين الشعب"، مستحضرا قَبول استشارة طُلِبَ منه إعدادها وتقديمها أمام لجنة من خمسة عشر شخصا رفض معظمهم ما حضّره خلال سنة كاملة، إلا المكرّم الذي أبدى رأيا إيجابيا فيها، مضيفا أنه رغم تخصّصه في الفرنسية لم يشعر بأنه غريب عن ماستر "التحولات الاجتماعية"، بل كان له شرف الاشتغال مع هذا العالم المتواضع.

واستحضر بنيس سابقة يرجع الفضل فيها إلى الهراس بعدما قبل في سلك الماستر أول باحثة بصيرة في علم الاجتماع، بعدما قابلها هو واللجنة في الامتحان الشفوي ووجدها متمكّنة وتنجز البحث الميداني بمرافقة والدتها، مضيفا أن ما يدل أيضا على رقيّه الأخلاقي وتعاونه أنه لم يكن يريد أن يسبق اسمه اسمَ المتحدّث عند الإشراف المزدوج على الأطروحات.

بدوره تحدّث هشام آيت منصور عن تجاوز تجربة الأستاذ الهراس إدراكه رغم اشتغاله عن قرب معه لخمسة عشر سنة كطالب أولا، ثم في إنجاز الدراسات الدولية، وما شهده من أخلاق في البحث، وأخلاق في معاملته الإنسانية، مؤكّدا أن هذين الأمرين لا يجتمعان بالضرورة في شخص ببلد ليست الممارسة العلمية منظّمة فيه بشكل كاف.

ووضّح آيت منصور أن للهراس غيرة على المؤسسة التي ينتمي إليها، وغيرة على علم الاجتماع في المغرب، مستحضرا عتابه له لعدم مساهمته بعد تخرجه في تكوين طلبة آخرين، وتقديمه أمثلة طيلة مساره عن قدرته على امتصاص الغضب، وعدم تحجّجه بتجربته وسنّه حتى في استماعه للمبتدئين، وهو ما تعلّم منه المتحدّث كثيرا.

وفي كلمة باسم طلبة المختار الهراس قالت أمينة أقديم إنه أحد أعمدة السوسيولوجيا في الجامعة المغربية، وأن عطاءه ساهم في إنتاج جيل من الباحثين، مع كونه أستاذا نصوحا للطلبة، وأبا مرشدا لهم، وأخا معينا ومؤطرا.. طيلة مساره الحافل؛ كما أكّدت أن "عالم الاجتماع الهراس سيستمرّ في العمل خارج شروط الإدارة والوظيفة؛ لأن العلماء لا يتقاعدون".

وقد يهمك أيضاً :

تصنيف دولي يبوئ جامعات المملكة المغربية مراكز متأخرة في التعليم العالي

أساتذة جامعة محمد الخامس يلوحون باللجوء إلى الديوان الملكي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس أكاديميون يكرّمون أستاذ الأجيال المختار الهراس



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib