في وقت تزداد الحاجة إلى أجهزة التنفس لإنقاذ حياة المصابين بفيروس "كوفيد- 19"، تنكبّ شبكة متكونة من مهندسين وأطباء وبيولوجيين مغاربة على إصلاح أجهزة التنفس المعطلة الموجودة بالمستشفيات المغربية، وإعادة تشغيلها.
شبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تأسست سنة 2012، في إطار تعليمات الملك لإدماج الكفاءات المغربية بالخارج في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، حصلت على إذن من وزارة الصحة بإصلاح أجهزة التنفس المعطلة الموجودة في جميع المستشفيات المغربية.
وقال رئيس الشبكة، محمد بوتجدير، رئيس قسم أبحاث القلب بجامعة نيويورك وأستاذ جامعي بنفس الجامعة، إن المهندسين الذين يشتغلون على إصلاح أجهزة التنفس المعطلة بالمستشفيات المغربية أصلحوا، في ظرف وجيز، خمسين جهازا، وسينكبون على إصلاح أجهزة كل المستشفيات.
وإضافة إلى إصلاح أجهزة التنفس المعطلة، تنكب شبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية على تطوير جهاز تنفس صغير ذي كلفة لا تتعدى مائة دولار أمريكي (حوالي 1000 درهم)؛ فيما الأجهزة المعمول بها حاليا يصل سعرها في الولايات المتحدة إلى حوالي ثلاثين ملايين سنتيم.
وأوضح محمد بوتجدير، في لقاء بثته جمعية زفزاف للثقافة والإبداع، ليلة أمس السبت في صفحتها على موقع "فيسبوك"، أن شبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية تنكب أيضا على صناعة الأقنعة، إذ تواصلت مع معاهد عريقة متخصصة في التكنولوجيا، ومنحتها إذن الولوج إلى منصة "المصادر المفتوحة".
وتشتغل الشبكة في هذا المشروع مع جامعة وجدة، على اعتبار أنها تتوفر على الطابعات ثلاثية الأبعاد، كما أنها تشتغل مع جامعات ومختبرات مغربية أخرى في القطاعين العام والخاص، للمساهمة في صنع الأجهزة اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا"، مثل أجهزة التنفس والأقنعة، وفق المتحدث ذاته، مشيرا إلى أن مهندسي الشبكة صنعوا، إلى حد الآن، أزيد من خمسة آلاف قناع.
وشكّلت شبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مجموعات تعمل على مساعدة المغرب لتجاوز أزمة كورونا، وتتألف من مجموعة تضم أطباء، ومجموعة تضم مهندسين، ومجموعة ثالثة تضم مهندسين وأطباء بيولوجيين.
ودعا محمد بوتجدير المغاربة إلى توحيد جهودهم جميعا من أجل تجاوز الظرفية الراهنة، بقوله: "خصنا حنا المغاربة نوقفو كاملين ونتشاركو باش مّا كان، سواء علميا، أو ماديا، أو تربويا"، لافتا إلى أن شبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية تعمل أيضا على تسجيل دروس تربوية وتوعوية تتعلق بـ"كوفيد-19"، ستبثها قريبا على شبة الأنترنيت.
من جهة ثانية، قال البروفيسور المغربي إن الدواء الوحيد المتوفر لعلاج فيروس "كورونا" إلى حد الآن، "هو تبقا فدارك"، مبرزا أن إيجاد لقاح لهذا الفيروس قد يستغرق ما بين سنة وسنة ونصف، وهو ما يوجب امتثال المواطنين للإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات العمومية، وفي مقدمتها البقاء في البيت، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وأضاف: "إلى حد الآن كل الأدوية المتوفرة لم تثبت فعاليتها بشكل كامل، ولو أن هناك مستشفيات في فرنسا والمغرب تتحدث عن نتائج إيجابية لبعض الأدوية، ولكن أرقام المتعافين بفضل استعمالها قليلة جدا، لذلك فالحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس هو 'تبقا فدارك'".
وأردف رئيس قسم أمراض القلب بجامعة نيويورك: "المغرب من أول البلدان التي طبقت إجراءات الحجر الصحي بعد التعليمات الملكية بإغلاق الحدود. هادشي دارو المغرب بكري بزاف مقارنة مع الدول الأخرى، وعليكم أن تستمروا في هذا النهج واحترام التدابير مثل تقليل الخروج وحمل الكمامات".
وأكد المتحدث على ضرورة غسل اليدين لمدة عشرين ثانية بالصابون، وفسّر ذلك بكون "كوفيد-19"، يتكون من مادة شحميّة، لا بد من إطالة مدة فرك اليدين لكي تتحلّل.
قد يهمك ايضا
"مراكش" المغربية تُطلق عملية إيواء لـ"المتشردين" لحمياتهم من "كورونا"
وزارة الصحة بالعرائش تعلن عن حالة شفاء جديدة من فيروس "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر