حذر وزير خارجية الجزائر, عبد القادر مساهل, اليوم الأحد, من ارتفاع ظاهرة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم بعد الخسائر والهزائم التي تلقاها تنظيم داعش الذي يعرف اختصارا بـ " داعش " في كل من سوريا والعراق. وخاطب مساهل, المشاركين في الاجتماع الأول لخبراء مجموعة العمل للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول غرب إفريقيا بالجزائر العاصمة, قائلا إن " هناك تهديدات في المنطقة غرب إفريقيا باعتبارها الأكثر استهدافا للنشاط الإرهابي ".
وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية, أن عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تشهد ارتفاعا كبيرا بسبب الهزائم التي مني بها التنظيم في مناطق النزاع المسلح لا سيما في سوريا العراق.
ودعا الوزير الجزائري دول المنطقة إلى تكثيف التعاون بهدف قطع الطريق أمام محاولات انسحاب أو تجمع هؤلاء الإرهابيين في المناطق التي تعاني أكثر من نقص الموارد والإمكانيات المؤسساتية لمحاربتهم"، في إشارة إلى دول غرب إفريقيا.
وأكد عبد القادر مساهل, أن الجزائر عانت الأمرين خلال التسعينيات من القرن الماضي من آفة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتحافظ على مستوى عال من اليقظة داخل أراضيها وعلى طول الحدود وتجدد استعدادها لتعزيز تعاونها في مجالي الحدود والشرطة مع كل بلدان المنطقة".
ومن جانبه حذر مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي’ من عودة قرابة ألفين و 500 إرهابي ينشطون حاليا في الشرق الأوسط إلى دولهم في إفريقيا وأوروبا.
وكان الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, قد حذر في وقت سابق من وجود أكثر من خمسة آلاف إفريقي ينشطون في صفوف الجماعات الإرهابية داخل القارة وخارجها.
ودعا بوتفليقة, في مذكرة عرضها خلال أعمال القمة الـ29 للاتحاد الإفريقي المنعقدة هذه الأيام بالعاصمة الإثيوبية أديس_أبابا، إلى "ضرورة مواجهة هذا التهديد، من خلال تطوير علاقات التعاون بين الدول الإفريقية، خاصة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاتلين الأجانب، وتحسين المعرفة بملامحهم، ومنع تنقلهم عبر مختلف وسائل النقل ونقاط الدخول والعبور، فضلا عن تحسين إدارة الحدود.
وأصبحت السلطات الجزائرية تتخوف من إمكانية تسلل إرهابيين إلى أراضيها تحت غطاء اللجوء، خاصة أنها تستقبل يوميا عشرات اللاجئين الأفارقة الهاربين من مناطق النزاع في الدول المجاورة ومنطقة الساحل.
وكشف وزير الشؤون الدينية, محمد عيسى, إن عدد المقاتلين الجزائريين في صفوف التنظيمات الإرهابية بالخارج لا يتعدى 100 مقاتل وهو عدد قليل جدا مقارنة بالدول الأخرى.
وتعقد مجموعة العمل لغرب إفريقيا، التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المنضوي تحت لواء الأمم المتحدة، اجتماعاً يستمر ليومين، ويجمع خبراء أمنيين من دول المنطقة ومنظمات دولية برئاسة مشتركة بين الجزائر وكندا لبحث التعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر