محامية مغربية تناصر مزدوجي الهوية من لييج البلجيكية
آخر تحديث GMT 22:13:27
المغرب اليوم -

محامية مغربية تناصر مزدوجي الهوية من "لييج" البلجيكية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محامية مغربية تناصر مزدوجي الهوية من

محامية مغربية
الرباط -المغرب اليوم

حلمت حسنى حمدي بأن تغدو باحثة في أحد الميادين العلمية، أو الارتباط بمهن ذات صلة بالرياضيات أو الفيزياء أو علوم الحياة والأرض، إلى أن صارت صاحبة نظرة قانونية وحقوقية تقصد المحاكم ب زي المحاماة.

تعتبر المحامية ذاتها أن ما بلغته حاليا كان نتيجة قبول خوض تحدّ جديد بعد الانتهاء من المرحلة الدراسية الثانوية، لكنها تؤكد أن حافزها الأول كان التشبث بإفراح والدَيها، والتأكيد على أن تضحياتهما بعيدا عن المغرب لم تكن بلا فائدة.

إغناء حقيقي

ولدت حسنى حمدي في أكتوبر من سنة 1986 بـ"لييج" البلجيكية، وهي كبيرة أبناء أسرة مهاجرة من المغرب، ترعرعت في المدينة نفسها مع أخوين لها أفلحا في مسار الحياة ليصبحا طبيبين.

تقول حسنى إن التطور الدراسي الخاص بها مر في أجواء رائعة بإحدى المدارس الكاثوليكية في لييج، وعلى النهج نفسه سار التكوين الأكاديمي الذي تلقته في المؤسسة الجامعية بالمنطقة ذاتها.

"الانتماء إلى ثقافتين مختلفتين لم يطرح أي إشكال خلال نشأتي، سواء حين كنت طفلة أو بعدما غدوت يافعة ثم شابة واعية بما يحيط بها.. دائما ما اعتبرت هويتي الحضارية المزدوجة إغناء حقيقيا"، تعلق حمدي.

تغيير مفصلي

حرصت المنحدرة أسرتها من أحفير على تتبع المسالك التربوية العلمية، رامية إلى مسايرة ما قد يجعلها طبيبة أو مهندسة في المستقبل، لكن حصولها على شهادة الباكالوريا ساقها إلى دراسة العلوم القانونية.

تبتسم حسنى حمدي قبل أن تفسر: "كان هذا التوجه تحديا قررت خوضه بسرعة بالغة.. سألتني إحدى صديقاتي عن قدرتي على ارتياد كلية الحقوق في جامعة لييج، فقررت التجريب لأني رأيت هذا التخصص مناسبا لشخصيتي وقناعاتي".

تستحضر ذات الأصل المغربي لحظة حضور أول الدروس في كلية العلوم القانونية، ثم تعلن أن ارتياحا كبيرا غمرها حين جذبها المحتوى، لتقر ببصمها على خيار موفق، مشددة على أن ما جرى لاحقا جعلها عاشقة لهذا التخصص الأكاديمي.

بذلة المحاماة

لم تكتف حسنى حمدي بشهادة جامعية تكسبها صفة مستشارة قانونية، بل قررت التعمق في الميدان من أجل ممارسة إحدى المهن القضائية؛ لذلك ألحت على الدخول إلى صفوف مدرسة المحاماة حتى تحقق لها ما ابتغت.

"الممارسة العملية للمحاماة استلزمت الخضوع لفترة تدريب، لكنني واجهت صعوبات في الحصول على فرصة للمران، وقد استعنت بالصبر حين غدوت مستشارة قانونية في بروكسيل، مدة 6 شهور فقط، لفائدة تنظيم نقابي للمهن الحرة"، تذكر حمدي.

بعد 3 سنوات من المراس في مكتب "فيكتور فانسون إيدوان وشركائه"، ولجت حمدي مجموعة دولية للمحاماة، معروفة باسم "فيليب وشركائه"، لتصير شريكة في مكتب التنظيم القائم بمدينة لييج البلجيكية.

الأسرة والهجرة

تقول المحامية عينها إنها لا تواجه مشاكل مهنية ناجمة عن أصلها المغربي، إذ لم يسبق لها أن أحست بأي نوع من الميز السلبي من زملائها في المهنة أو عند قصدها المحاكم، لكنها تسرّ بأنها تسمع من حين إلى آخر أمورا غير مقبولة من زبائن منتقدين للجالية المسلمة دون أن ينتبهوا إلى أنها من هذه الشريحة.

تحرص حسنى حمدي على إيلاء اهتمام خاص للملفات ذات الصلة بقضايا الأسرة وشؤون الهجرة، معتبرة أن تكوينها القانوني يخدمها في هذا التعامل، من جهة، زيادة على ميلها إلى رد الاعتبار لأناس يشاركونها الانتماء إلى فئة مزدوجي الهوية؛ وبينهم عدد من أبناء الجالية المغربية.

وتستشعر مرتدية زي المحاماة سعادة بالغة حين تتسلح بخصوصيتها الثقافية، إلى جوار المساطر والنصوص القانونية، في محاولات لتقريب القضاة من تفاسير لموقف أسر ومهاجرين من أصول متنوعة، ساعية إلى تقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى قرارات عادلة قدر الإمكان.

 

رد قسط من الجميل

تقول حسنى حمدي: "أنا راضية عن خياراتي وتطور مساري العملي.. أنتمي إلى أسرة متواضعة ووالدِي كان عاملا بسيطا، إذ كان لا يعرف القراءة والكتابة عند الوصول إلى هنا.. أرى أن ولوجي وإخوتي إلى الجامعات يبقى إنجازا في حد ذاته".

كما تؤكد المرتبطة بـ"لييج" أنها تتشرف بإعطاء والديها إحساسا بالفخر، مستشعرة أن هذا لا يقارن بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الأب والأم، وتزيد: "ما حققته حتى الآن كان بداعي التأكيد أن تحدي الهجرة جاء بنتائج إيجابية لأسرتي كلها".

على المستوى المهني؛ تطمح حسنى حمدي إلى افتتاح مكتب خاص بها عند حلول الوقت المناسب للقيام بهذه المبادرة، وتقول في هذا السياق: "لدي القدرة المالية حاليا كي أقوم بهذا التطور العملي، إلا أنني أفضل الانتظار فترة إضافية قبل الأجرأة".

التشبث بالتنظيم

توصي حمدي الراغبين في الانخراط ضمن تجارب حياتية ناجحة بشق المسار بثبات، ومواصلة التشبث بما يبتغون مهما لاقوا من صعاب، وذلك في جميع الميادين التي تستهويهم وبأي مكان كانوا متواجدين فيه؛ سواء بالمغرب أو في بلد غيره.

وتضيف المتمرسة في المحاماة أن الأولوية ينبغي أن تعطى للتكوين بالنسبة للطلبة، والتكوين المستمر لباقي الناس ممن يخوضون تجارب مهنية.. زيادة على تحقيق تنظيم دقيق للتعاملات المختلفة حتى لا تختلط التدابير ببعضها البعض.

"الذكاء ليس مفتاحا أوحد للنجاح؛ بل التميز في المجتمع يبقى متاحا لكل شخص منظم فكرا وأداء. كما يتوجب الإصغاء إلى نصائح الغير ممن سبقوا إلى التألق في كل التخصصات، إضافة إلى نبذ الاستسلام مهما كان الثمن"، تختم حسنى حمدي حديثها.

قد يهمك ايضا

استئنافية أغادير تدين العصابة المغتصبة لشابة القليعة ب 60 سنة حبسا نافذا

الحكومة ترفع تعويضات المحامين مقابل الخدمات التي يقدمونها

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محامية مغربية تناصر مزدوجي الهوية من لييج البلجيكية محامية مغربية تناصر مزدوجي الهوية من لييج البلجيكية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 07:57 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هافانا ذات الجو الحارّ غارقة في التاريخ ونابضة بالحياة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib