الرباط - المغرب اليوم
ذكَرَ فاليريان شوفاييف، السفير الروسي المعتمد بالرباط، أن "العلاقة بين روسيا والمملكة المغربية فريدة من نوعها"، مشيراً في مقابله له مع وكالة الأنباء الروسية إلى أن "الرباط لم تدعم أبداً حملة العقوبات التي فُرضت مؤخرا على روسيا، وهو ما ساعدها على دخول السوق الروسية".
السفير الروسي، الذي جرى تعيينه في أبريل الماضي، اختار أن يُبلِّغ رسائل قوية في مقابلة مع "سبوتنيك" وقال إن "التعاون الروسي المغربي يسمح لنا بتطوير التعاون بين البلدين، وفي الوقت نفسه لا يمنع تواصل بلداننا تطوير العلاقات التقليدية مع الدول الأخرى"، مورداً أن "العلاقات مع الدول الأخرى، بدورها، لا تعيق العلاقات بين موسكو والرباط".
شوفاييف، الذي سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عيّنه سفيراً جديداً لدى المغرب بعدما أنهى السفير السابق انتدابه الدبلوماسي في المملكة خلال أبريل الماضي، أقرَّ بأن "التعاون العسكري التقني بين البلدين ما فتئ يتقدم، حيث نسير بخطى تفاؤلية نحو المستقبل".
ويعتبر شوفاييف سفيراً فوق العادة ومفوضا لروسيا الاتحادية في المملكة المغربية، سبق له أن شغل في السابق مناصب دبلوماسية عدة؛ منها سفير روسيا الاتحادية لدى ليبيا في الفترة بين 2004 و2008، ولدى العراق من 2008 إلى 2012.
وضمن السياق نفسِه، أورد السفير الروسي أن "التجارة بين البلدين في تصاعد مستمرٍ، حيثُ إن هناك مشاريع جديدة تهمُّ الجانب التكنولوجي والاستثمار الذكي"، متابعاً: "لقد بدأنا حوارًا حول مشاريع الطاقة؛ لكن علينا أن ننتظر بعض الوقت لتطوير هذه البرامج، لتُصبح واسعة الانتشار"، وفق تعبيره.
وأضاف: "في الوقت نفسه، نحن أكثر تفاؤلا بشأن التعاون مع المغرب في هذا المجال. لقد كان لدينا بالفعل بعض الخبرة في الماضي، واليوم نواصل الحوار، الذي سيحقق نتائج ملموسة"، مؤكداً أن "الرباط لم تدعم أبداً حملة العقوبات ضد روسيا"، في إشارة إلى العقوبات التي فرضها الغرب على نظام بوتين خلال السنوات الأخيرة.
وقال بهذا الصدد: "لم يؤيد المغرب أبدا الحملة ضد روسيا، التي أطلقتها بعض الدول، ولم تنضم إلى العقوبات الاقتصادية ضد بلادنا. ولن أبالغ إذا قلت إن المغاربة استغلوا ذلك لتعزيز مواقعهم في السوق الروسية. وفي المقام الأول، الحديث يدور عن المنتجات الزراعية، وبشكل رئيسي الخضروات الطازجة. وفي الواقع، في السنوات الأخيرة، زادت الصادرات من المغرب وهي مُرحب بها في روسيا".
"حتى خلال الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفيتي والمغرب "في جوانب مختلفة" في المواجهة العالمية، كانت العلاقات الثنائية تقوم على الاحترام المتبادل"، يقول السفير الروسي، قبل أن يضيف: "كلا البلدين حاولا تجنب الصراع، وأعربا عن الرغبة في التفاهم المتبادل".
وتعتبر روسيا دولة دائمة العضوية داخل مجلس الأمن، حيث نزلت بكامل ثقلها خلال الدورة الأخيرة المُخصصة لمناقشة تقرير الصحراء، وعبَّرت عن دعمها جهود مجلس الأمن وهورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من كلا الطرفين لنزاع الصحراء، وفقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر