الرباط - المغرب اليوم
اختار عبد القادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة في حكومة بنكيران المنتهية ولايتها، اللجوء إلى بوابة حزبه الرقمية للدفاع عن نفسه حول ما أثير إعلاميا بشأن استفادته طيلة عام كامل من شقة مكتراة من لدن الذراع الاقتصادي لـ عزيز أخنوش، زميله في الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أو ما اشتهر بـ"تضارب المصالح"، فيما وصف الملياردير المغربي بـ"الرجل المعقول".
وكشف المصدر ذاته أن قصة "شقة زعير" التي اقتناها اعمارة من شركة "أكوا إموبليي"، وقال إنها ظهرت عام 2011، بدأت بعد نيته تغيير شقته التي كان يقطنها بمعية زوجته وأبنائه الثلاثة في حي الرياض.. "في هذه السنة سأطلع على مشروع في منطقة زعير في ملكية شركة اكوا اموبليي... كنتُ برلمانيا ولم تجر الانتخابات بعد، ولم تكن مقررة بالمرة تلك السنة، ولا أحد كان يتوقع أن يتولى حزبنا قيادة الحكومة المقبلة"، يورد اعمارة.
وتابع الوزير السابق في حكومة بنكيران بأنه لم يوقع عقد حجز السكن حتى مارس 2012، أي بعد تعيينه في حكومة بنكيران الأولى كوزير للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، مضيفا: "تضمن العقد ثلاثة أمور: حجز الشقة المعنية، وتحديد الثمن، وتاريخ التسليم، وكان هو بداية 2014"، ليتابع بأن حيثيات أخرى ظهرت، وزاد: "أمهلت الشركة إلى غاية غشت 2014، وكنت محتاجا إلى تحديد الوقت لأدبر بيع شقتي بالرياض في أجل معقول، لأكمل ثمن اقتناء الشقة الجديدة، لأني في ذلك الوقت قدمت تسبيقا فقط للشركة، وكلما توفر لدي مبلغ معين أسلمه لها".
في سياق ذلك، يروي اعمارة كيف أن عدم وفاء شركة أخنوش بوعدها، رغم التمديد لتسلم شقته ستة أشهر إضافية، اضطره إلى البحث عن سكن جديد، بعدما باع "شقة الرياض" لمهاجر مغربي في الديار الفرنسية، متابعا: "ذهبت وسكنت ببوزنيقة بعد أن منحني صديق سكنه الذي كان يقضي به عادة فصلي الربيع والصيف. وكنت أسافر من بوزنيقة أنا وعائلتي للالتحاق بأعمالنا بالرباط.. بقيت في الشقة ستة أشهر، ومع حلول الصيف كنت مضطرا لكي أخليها لصاحبها".
في هذا الموقف بالذات، حسب اعمارة، ستتدخل شركة "أكوا إموبليي" لعرض بديل عليه.. "اتصل بي مدير الشركة، واعتبر أن توفير السكن ريثما تجهز الشقة من مسؤولية الشركة.. في هذه الحالة، تقترح الشركة بعض الحلول التي تناسب الزبون، من ضمنها كراء مؤقت لشقة توضع رهن إشارته، وهو ما تم معي كما تم مع عديدين"، يقول المتحدث ذاته، موضحا أن الشركة تقترح أيضا "توفير السكن داخل المشروع بالشقق النموذجية.. أو تُرجع بعضا من ثمن الاقتناء تعويضا عن التأخر في التسليم".
ويصف الوزير السابق شقته المؤقتة الجديدة قائلا: "هي صحيح شقة فاخرة توجد في حي أكدال الراقي بالرباط.. راقية لكن فيها عيوبا.. خصوصا مشكل الرطوبة"، مشيرا إلى أنه استمر يقطنها إلى غاية أكتوبر 2016، إذ تسلم شقته الجديدة بمنطقة زعير، فيما نفى أن تكون هناك "مصالح" جمعته مع أخنوش حين كان وزيرا، موضحا أن الجهة المسؤولة عن تقديم الدعم ومراقبته في الغاز والمحروقات هي وزارة الحكامة والشؤون العامة، وليست وزارته في شؤون الطاقة والمعادن، وزاد: "أنفي أن يكون أخنوش كمستثمر في القطاع قد اتصل بي ولا مرة واحدة".
وكشف اعمارة أن علاقة صداقة تجمعه بأخنوش منذ 2002، بل وصفه بـ"الرجل المعقول"، موضحا أن الصلة بدأت حين كان يشغل زعيم "الأحرار" منصب رئيس جهة سوس ماسة درعة، وزاد: "سبب معرفتي به أن خلفيتي كانت فلاحية، إذ كنت أعمل أستاذا باحثا في المعهد العالي للزراعة والبيطرة.. مع انتسابي بصفتي النيابية إلى لجنة القطاعات الإنتاجية"، مضيفا: "من هنا بدأت العلاقة وستتوطد منذ أن كان وزيرا سنة 2007".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر