جدة ـ المغرب اليوم
قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في تصريح لـ"سبق": إن الأمر السامي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - قبل أشهر فيما يخصّ إصدار رخص القيادة للرجال والنساء على حد سواء والسماح للمرأة بقيادة السيارة، والذي سيبدأ تنفيذه الأحد القادم؛ قرار حكيم وصائب وموفق وإيجابي، وجاء في وقته المناسب، وهو مبني على أسس شرعية، فالأصل فيه الإباحة، بل قد يصل إلى حد الوجوب وذلك فيما لو اضطرت إلى ذلك ولَم يوجد غيرها للقيام بهذه المهمة.
وأضاف أن القرار قد انطلق من حيثيات تنظيمية ومعطيات وحقائق ووثائق وأرقام ووقائع اجتماعية مؤلمة واقتصادية سلبية، كما أن في هذا الأمر السامي مصالحَ كبيرة وظاهرة، ودرءاً لمفاسد متعدّدة دينية واجتماعية وسلوكية وأخلاقية لا تخفى على كل متابع ومباشر لما يتعلق بوجود السائق الأجنبي والمخاطر العظيمة المترتبة على خلوته بالنساء ودخوله إلى المنازل وخروجه منها دون رقيب ولا حسيب ولا متابعة.
وتابع: من المعلوم -بل المتيقن- أن ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - ينطلقان في قراراتهما وأوامرهما وتوجيهاتهما وكل أعمالهما وأقوالهما مما تقرّره مبادئ وقواعد وأصول وثوابت الشريعة الإسلامية السمحة، وما يستمد منها من أحكام ومبادئ وما تدعو إليه من منهج وأخلاق وآداب وسلوكيات وعلاقات وتعاملات، وما جاءت به الصلاح والإصلاح والصلاحية لكل زمان ومكان وأمة، والقاعدة الشرعية تقول : (ما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء إلا بدليل)، وقال الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه العظيم إعلام الموقعين عن رب العالمين: "إن الفتوى تتغيّر بتغيُّر الأزمنة والعوائد والنيّات والأحوال والأماكن والأشخاص".
واستدل على ذلك بأدلة كثيرة أثرية ونظرية كثيرة، وذكر أمثلة متعدّدة تشهد عليه، مضيفًا: لذلك علينا جميعاً أن ندرك ذلك إدراكاً تاماً، وأن نقف مع ولي أمرنا صفاً واحداً متراصاً ويداً قوية متماسكة متعاضدة متكاتفة متعاونة على البر والتقوى وما يخدم ديننا ووطننا وقيادتنا ويحفظ إيماننا وأمننا وأماننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية والشرعية، ووفق التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -وفقهما الله- وبمتابعة مباشرة من وزير الداخلية حشدت الجهود وتكاتف الجميع وشكلت اللجان العليا والتنفيذية للتخطيط والتنظيم وتسخير كافة الإمكانات المادية والمعنوية والبشرية والتوعوية؛ ليتم الأمر تنفيذاً وتطبيقاً على أرض الواقع بكل سهولة ويسر ووفق ما يخدم المرأة ويحفظها ويحفظ حقوقها ويجعلها تقود السيارة كغيرها من الرجال.
وقال: لا بد أن تعطى أخواتنا الكريمات المساحة المناسبة والوقت الكافي وألا يكون هناك تضييق عليهن أو مساس بحقوقهن، وخصوصاً من بعض ضعاف النفوس أو المتربصين والمتعجلين ؛ لأن الجهات المسؤولة أمنية أو غيرها قد أعدت العدة وهيأت الأسباب والوسائل المعينة لها على أداء واجباتها ومسؤولياتها خير أداء، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بادرت بكل جد ونشاط لخدمة منسوباتها من المسؤولات وعضوات هيئة التدريس والمحاضرات والمعيدات والموظفات والطالبات فيما يخص هذا الموضوع على كافة المستويات ومختلف الاتجاهات والمؤسسات والأماكن والمواقف المهيأة والمناسبة تقوم عليها إدارات ولجان متخصصة وأخوات مدربات مدركات لأهمية هذا المشروع الوطني المهم، سائلاً المولى - عزّ وجلّ - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده ، بتوفيقه، ويكلأنا بعنايته ورعايته، ويسددنا وإياهما في القول والعمل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر