الرباط - المغرب اليوم
أكد الملك محمد السادس، أن العودة التاريخية للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي، اختيار لا رجعة فيه، على طريق التضامن والسلم والوحدة التي يجب أن تجمع الشعوب، مشيرًا إلى أنّ "الحدث الأبرز لهذه السنة، على الصعيد القاري، يبقى هو العودة التاريخية للمغرب إلى مكانه الطبيعي والشرعي، داخل مؤسسة الاتحاد الأفريقي، كاختيار لا رجعة فيه، على طريق التضامن والسلم والوحدة التي يجب أن تجمع الشعوب الأفريقية".
وأوضح العاهل المغربي في رسالة وجهها للمشاركين في دورة 2017 لمنتدى كرانس مونتانا، أنه "في إطار المستوى الجهوي، يندرج طلب المغرب بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي تجمعنا بها روابط إنسانية وحضارية وروحية عريقة، وعلاقات متميّزة من التعاون المثمر والتضامن الفعّال".
وأبرز العاهل المغربي، في هذا السياق، أن "المشروع الهيكلي لأنبوب الغاز، الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، يعتبر نموذجًا للتعاون الجهوي، حيث سيستفيد منه أحد عشر بلدًا أفريقيًا"، موضحًا أن الأمر يتعلق بمشروع هيكلي، لا يقتصر فقط على نقل الغاز بين بلدين شقيقين، وإنما سيشكّل مصدرًا أساسيًا للطاقة لدول المنطقة، وسيساهم في الرفع من التنافسية الاقتصادية، وتحفيز التطور الصناعي بها، كما سيمكّن من إقامة هيكلة فعالة للسوق الكهربائية، وسيكون له تأثير كبير في تحقيق التكامل والاندماج الإقليمي.
وأشار الملك محمد السادس إلى أنّه منذ التئام منتدى كرانس مونتانا في السنة الماضية، حرص المغرب على تجسيد مقاربته تجاه أشقائه بالقارة، والمتمثلة في العمل على تعزيز التعاون، بشكل متواز، على ثلاثة مستويات : الثنائي المحض والجهوي والقاري"، فعلى المستوى الثنائي، ذكّر الملك، بمختلف الجولات التي قام بها شملت كل ربوع أفريقيا، مضيفا أن هذه الزيارات مكّنت من فتح آفاق جديدة وواعدة مع دول كانت علاقاتنا معها ضعيفة أو منعدمة، أما على المستوى القاري، وعلى هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22) المنعقد في مدينة مراكش ؛ بيّن أنه دعا لعقد "قمة العمل الأفريقية"، لمواجهة إشكالات التحديات المناخية التي تواجه أفريقيا، ومن أجل بلوغ تنمية مستدامة تحمي الموارد الطبيعية للقارة.
وبيّن العاهل المغربي المشاريع الجهوية الطموحة التي تعنى بها اللجان المخصصة لتنمية الساحل، وخصوصا بحيرة تشاد، والنهوض بحوض نهر الكونغو، ورعاية خصوصيات الدول الجزرية ؛ أو المبادرات البناءة المخصّصة لمواضيع قطاعية استراتيجية، كتحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا، وحل إشكالية الطاقة، فأمام الحاجيات الطاقية المتزايدة للقارة، أكد الملك أنه لا مناص للدول الأفريقية من إنجاح انتقالها الطاقي، والاستثمار في الطاقات المتجددة، لاسيما في ظل الإمكانات الهائلة التي تزخر بها في مجال الطاقات الشمسية والريحية والمائية، مشيرًا إلى أنه هكذا يمكنها بذلك الاستجابة لحاجياتها، وسد الخصاص الذي تعاني منه، ومن ثم النهوض بالتنمية، وتوطيد السلم والاستقرار في أفريقيا.
وأبرز محمد السادس أن المغرب يعد نموذجًا في مجال الانتقال الطاقي، مسجلا أنه بالرغم من أنه لا يتوفر على مصادر الطاقة الأحفورية، إلا أنه تمكن، في وقت قياسي، من جعل المجال الطاقي محورًا للتعاون جنوب–جنوب، خاصة مع العديد من الدول الأفريقية الشقيقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر