باحث يرجع مغادرة أوبر المغرب إلي البيروقراطية
آخر تحديث GMT 17:42:11
المغرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً
أخر الأخبار

باحث يرجع مغادرة "أوبر" المغرب إلي البيروقراطية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحث يرجع مغادرة

شركة أوبر
الرباط-المغرب اليوم

أرجعت ورقة بحثية نشرها المعهد المغربي لتحليل السياسات سبب خروج شركة أوبر" من السوق المغربية إلى المقاومة التي واجهتها من لدن البيروقراطية في ظل غياب إطار قانوني يؤطر عمل مثل هذه الشركات الناشئة في قطاع النقل، وتعنيف وتخويف سائقيها أمام أعين السلطات على أيدي سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بمدينة الدار البيضاء، وطبيعة سطوة "نظام الرّيع" ليس فقط على قطاع النقل العمومي، بل وعلى تحرير الاقتصاد ككل.

ووضّحت الورقة التي أعدّها الباحث المغربي رشيد أوراز أن إعلان شركة أوبر" تعليق خدماتها في شهر فبراير من سنة 2018 ليس إلا "الشجرة التي تخفي الغابة"؛ لأنها مؤشر على صلابة نظام اقتصاد الريع وقدرته على الصمود، وعلى أن محاولات التحرير الاقتصادي الذي خاضها المغرب في العقود الأخيرة فشلت في الحد من تغول الريع في المجال الاقتصادي؛ وهو ما يعني أن الشركات الناشئة ستجد صعوبة في الولوج إلى السوق المغربية، ما لم يتم تغيير البنية المؤسساتية للنظام الاقتصادي الحالي المؤسَّس على قواعد ريعية، واستبداله بنظام يعتمد على قواعد التنافسية والمبادرة الحرة.

مغامرة لم تنجح

قالت الورقة إن "أوبر" بدأت كـ"مغامرة" في منتصف سنة 2015 بمدينة الدار البيضاء قبل أن تنتقل إلى العاصمة الرباط. وخلال سنواتها الثلاث التي قضتها بالمغرب، ارتفع عدد سائقيها إلى 12 ألف سائق وما يقرب من 140 ألف زبون منخرط على تطبيقاتها؛ وهو ما أدرّ على السائقين دخلا شهريا يتراوح ما بين أربع وستة ألف درهم، مسجّلا ما يفوق ضعفي الحد الأدنى للأجور المحدّد في 2570 درهما في الشهر.

وأضافت الورقة نفسها أنّه على الرغم من كل ما توفره هذه الشركة من فرص شغل لآلاف الشباب والشابات، في بلد يعجز اقتصاده عن خلق فرص شغل كثيرة؛ فإن السلطات المغربية تركت وضعية الشركة مبهمة قانونيا، وتسامحت مع تحرشات سائقي سيارات الأجرة التقليدية بها، وهو ما دفعها إلى وقف خدماتها نهائيا في توقيت حرج بالنسبة إلى المغرب، هو حملة الترشح لاستضافة تنظيم كأس العالم 2026، على الرغم من أن وسائل النقل والبنية التحتية تعد جزءا أساسيا من ملف الترشح.

وذكّرت ورقة أوراز بحصول الملف المغربي على نقطتين فاصلة واحد -2.1- من أصل 5 نقاط حول جاهزية ملفه على مستوى خدمات النقل، بينما حصل الملف المنافس الأمريكي-الكندي-المكسيكي على 4 نقاط فاصلة 3 من أصل 5 في الفئة نفسها؛ وهو ما يشكّل مؤشرا على مدى ضعف البنية الطرقية وخدمات النقل بالمغرب.

ازدواجية في التعامل

رأت ورقة المعهد المغربي لتحليل السياسات "مفارقة كبيرة" في تساهل السلطات المغربية مع شركة "أوبر" في سنة 2016 باعتبارها ضمن شركاء قمة المناخ -Cop22- التي نُظّمت بمدينة مراكش، وفي إطار إنجاحها، مرجّحة أن السلطات المغربية تعاملت بنوع من الانتهازية مع هذه الشركة، وأن الشراكة التي قامت بها السلطات المغربية مع شركة أوبر في قمة المناخ لم تكن أكثر من صفقة إشهارية، دون أن يعني ذلك رغبة المغرب في توجيه اقتصاده نحو قطاعات تعتمد التكنولوجيات الحديثة في قطاع النقل العمومي على وجه الخصوص.

وتحيل ازدواجية التعامل مع شركة أوبر إلى معضلة أعمق، حسب الباحث، وهي "رغبة الدولة في تحديث الاقتصاد مع الحفاظ على مكاسب البنيات الريعية التقليدية؛ لأن الاقتصاد المغربي يعتمد خلق الثروة وتوزيعها بشكل ريعي، وهو في الآن ذاته عاجز عن إنتاج ما يكفي من الثروة لتلبية حاجات النخب المؤثرة والمواطنين على السواء، على الرغم من جهود الدولة لعصرنة الاقتصاد من خلال مشاريع ضخمة على مستوى البنيات التحتية (..) فإن تحديث الاقتصاد وتحريره لطالما بدا عاجزا عن اختراق قطاع الأنشطة الصغيرة على المستوى الاقتصادي الأدنى التي تستفيد منها نسبة هائلة من المستهلكين".

ورأت الورقة في دخول شركات ناشئة حديثة مثل "أوبر" "تحديا كبيرا لنظام الريع التقليدي"؛ مبينة أن هذا التحدي يتمثّل في القدرة التنافسية لشركة "أوبر" مقارنة مع خدمات قطاع النقل الريعي، على سبيل المثال، لأن "أوبر" تقدّم خدمات متنوعة حديثة وغير مألوفة مثل: إمكانية حجز سيارة نقل عن طريق التطبيقات الذكية، والتمتع بالتنقل في سيارات يقل عمرها عن خمس سنوات، وتعامل مهني من لدن السائقين الذين تتيح الشركة لزبنائها إمكانية تسجيل الملاحظات السلبية حولهم عن طريق نفس التطبيق، وشفافية تحديد كلفة الرحلة.

وزادت الورقة أن دخول "أوبر" "شكّل صدمة للسوق المغربية الريعيّة التي لم تتعرض لهزات مماثلة سابقا"؛ لأن الإدارة التي ترعى هذا القطاع، أي وزارة الداخلية، تسعى إلى ضمان ولاء ملاك وسائقي سيارات النقل العمومي عن طريق العمالات التي تدبر الرخص، وتقوم بتوزيعها عن طريق الإدارة الترابية، لتُدِرَّ على حامليها دخلا ريعيا شبه قار، دون أن يخضع توزيع المأذونيات إلى معايير موضوعية مثل الكفاءة أو الاستحقاق.

قوّة اقتصاد الريع

يشكل انهزام شركة "أوبر" في المغرب أمام قطاع سيارات الأجرة التقليدي وأمام الإدارة الترابية مؤشرا واضحا، حسب الورقة، على قوة اقتصاد الريع وقدرته على حماية مصالحه بشكل أقوى مما يعتقده المتتبعون ورواد الأعمال الجدد.

ويوضح هذا بجلاء أن الإرادة السياسية عامل حاسم في تحرير الاقتصاد وتأهيله كي يستفيد من الانفتاح التكنولوجي؛ لأنه من دون ضمانات مؤسساتية للتنافسية وشفافية الأسواق لن تتمكن الشركات الناشئة من أن تجد موطئ قدم لها في ظل بنيات ريعية متجذرة وذات مصالح متقاطعة.

وذكرت الورقة أنه كان بإمكان شركة "أوبر" أن تكون نموذجا مثاليا لإدماج الشباب والنساء في سوق الشغل واستعمال التكنولوجيا في تحديث الاقتصاد؛ بتوفيرها فرصا للشغل لمئات الشباب، وبدائل لتعويض رداءة خدمات النقل وتوفير بعض الوقت، وفرصة للنساء لإيجاد بديل لحمايتهن من المضايقات والتحرشات المنتشرة في وسائل النقل العمومي المغربية؛ قبل أن تستدرك قائلة: "إنه يبدو أن "نظام الريع، وترهّل الإدارة، يفوّت على المغرب فرصة إدماج طاقاته الشابة في آلة خلق الثروة؛ عن طريق تشجيع المبادرة الفردية في هذا المجال".

فرصة للتقدّم

استنتج أوراز، في ورقته البحثية، أن الدولة المغربية كان من الممكن أن تستفيد من حضور شركة "أوبر" ليس فقط من خلال تحسين خدمات النقل في الحواضر؛ بل أيضا من خلال تحرير قطاع النقل العمومي من سطوة نظام الريع وتحديثِه عن طريق إدماج شركات تعتمد التكنولوجيات الحديثة؛ وهو التغير الهيكلي الذي كان من الممكن أن يشكل تجربة يمكن لباقي القطاعات الاقتصادية التعلم منها.

واستدرك الباحث موضّحا أنه لا تزال أمام صانعي القرار فرصةُ العملِ على تطوير قطاع النقل التقليدي للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتقديم خدمات ذات جودة للمستهلكين أسوة بالشركات الحديثة في هذا المجال، مضيفا أن إلغاء العمل بنظام "الكريمات" الحالي من ضمن أكثر الإجراءات أولوية لأنه من شأنه أن يعزّز تحرير قطاع النقل، داعيا المشرّعين إلى الإسراع بوضع إطار قانوني يسمح للشركات الناشئة بالولوج إلى السوق المغربية، وتبسيط المساطر الإدارية وتسهيل الولوج إلى التمويلات الضرورية، مشيرا إلى أهمية تأهيل الرأسمال البشري، من لدن السُّلُطات، عبر تسريع إصلاح التعليم، من أجل تسهيل إدماج التكنولوجيات الحديثة في القطاعات الاقتصادية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث يرجع مغادرة أوبر المغرب إلي البيروقراطية باحث يرجع مغادرة أوبر المغرب إلي البيروقراطية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 17:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
المغرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib