الرباط - المغرب اليوم
من قلب مدينة آيت ملول، وبروح تُكابرُ غياب التفاتة المسؤولين، يُواصل الحسين أوزان، عن عمر يناهز 62 عاما، مساره في مراكمة الاختراعات، آخرها إيجاده معادلة جديدة لقياس المسافات الكبرى، فبعد أن كان العالم يُجمع على قياسها بسرعة الضوء، أصبح بإمكان الباحثين استخدام المعادلة الشمسية 8.64 لعبور المسافات الكبرى.
أوزان الذي يشتغل ميكانيكيا بالمدينة السوسية، يقول إنه تمكن بفضل عصاميته من تمكين طلبة الجامعات من بحث علمي متين، بشهادة خبراء في علم الفلك، أشرفوا على الاختراع الجديد، حيث تفقدوا اكتشافه، وشهدوا له بأهميته وكفاءته العلمية.
وأوضح أوزان أن "المعادلة ستُبسِطُ المسافة التي لا يستطيع عقل الإنسان تحمل عدد الأرقام شبه الخيالية التي تحتويها، أرقام تبتدئ من 9 أصفار إلى 100 صفر، وعندما تُضرب تلك الأرقام حسابيا في بعضها البعض يتسببُ ذلك في الملل عند قراءتها، ويصعب التعامل معها نظرا لكثرتها".
واسترسل أوزان قائلا: "من هذا المنطلق جاءت الفكرة لتحويل الأرقام إلى ثوان، دقائق، ساعات، شهور وسنين، لنكون بذلك قد قربنا تلك المسافة التي خلقها الله، ولا يستطيع البشر تخيل 1 في المائة منها".
المخترع العصامي قال إن انفتاحه على العلوم كان مع بداية ثمانينيات القرن الماضي، وأنه يواصل دراسته حاليا في كلية الشريعة بأكادير، وهو ما جعله مصرا على سبر أغوار علم الفلك، مشيرا إلى أنه يشتغل بشكل ذاتي دون دعم أو مواكبة من لدن المسؤولين.
وأضاف أن "الاختراع سيُمكن عامة الناس من قياس المسافات الكبرى، وذلك ما يُجسد غاية كل العلوم"، مشيرا إلى أنه عمل "على تفكيك سرعة الضوء، التي لا يفهمها سوى المتخصصون، وستصبح واضحة بينة للجميع. إذ يكفي الإنسان النظر والتمعن في السماء والتمكن من التقنية لاكتشاف المسافة الكبرى".
في السياق ذاته، كشف سعيد آيت سي علي، المشرف على مدرسة أبي ذر الغفاري العتيقة بولاد تايمة، أن "اختراع الحسين أوزان سيساعد بشكل كبير في تسهيل المعلومات للطلبة، خصوصا أن توضيح أسرار علم الفلك للمتعلمين صعب جدا، بسبب تعقيداته المتشعبة في علاقتها بدوران الشمس والقمر والأرض".
وزاد آيت سي علي، في تصريح لهسبريس، أن "الدرس الذي كان يتطلب أعواما أصبح الآن يُشرح في ساعات بفضل الاختراع، إذ يوضح بالتجربة الملموسة مسار الشمس والقمر والأرض، ويجعل عملية التلقي سهلة جدا".
تجدر الإشارة إلى أن أوزان له العديد من الاختراعات الأخرى، التي تمس ظروف عيش ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمها مرحاض يساعد مبتوري الأيدي على قضاء حاجاتهم الطبيعية بسهولة، من خلال "ميكانيزم" يستخدمه مستعمل المرحاض، فيتكلف بدور التنظيف بالماء والصابون.
وبخصوص هذا الاختراع قال أوزان إن "مشاهدة المعاناة اليومية لذوي الاحتياجات الخاصة تجعل الإنسان يتدبر في الأمر، ومن ثم اقتنعت بضرورة إيجاد حل لمشاكل هذه الفئة".
ولا تتوقف ابتكارات الحسين عند هذا الحد، وأغلبها يتسم بالنفع الاجتماعي، إذ بادر إلى تصميم سرير ذكي خاص بالأشخاص المعطوبين، الذين لا يستطيعون النهوض لقضاء حاجاتهم، بسبب كسور أو إعاقات، حيث يمكن للشخص أن يضغط على زر فينقسم السرير إلى نصفين، ويصعد مرحاض خاص يقضي فيه حاجته، ثم ينزل إلى مكانه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر