الرباط - المغرب اليوم
بإيمان قوي وشجاعة لا توصف، تواجه هدى الخرشي، المغربية المقيمة بمونتريال بكندا، وضعها الجديد مع مرض سرطان الثدي الذي تسلل إلى جسدها وهي تكافح من أجل تربية وإعالة ابنها الوحيد، الذي تعتبره أمل حياتها ونصيبها من الحياة.
كان كل شيء طبيعيا في حياة هدى التي تعد نموذجا للمهاجرة المندمجة في محيطها، حيث تشتغل في راديو كندا؛ ولكن المرض الخبيث لم يسمح لهدى بالاستمرار في العمل اليومي بسبب المرض الذي اكتشفته شهر غشت الماضي وحصص العلاج الكيميائي التي بدأت تخضع لها منذ شهر أكتوبر الماضي وما تسببه لها من ألم ووهن وعدم قدرة على العمل بنشاط؛ وهو ما اضطرها للتوقف عن العمل مرغمة، للتفرغ للصراع مع المرض.
وفي غمرة معركتها، انقضّ عليها الدهر ومتطلبات الابن والعلاج والحاجات الحيوية من كراء وطعام ومواصلات، لتجد نفسها في مواجهة وحش أشرس من المرض يتمثل في فواتير الدواء والهاتف والأنترنيت والكهرباء.. إلخ بحيث كان مدخولها الوحيد هو تعويضات التأمين الصحي الذي كان يصرف لها ابتداء من شهر شتنبر؛ غير أن هدى تفاجأت بأن مدة هذه التعويضات التي تمنح لها لن تتجاوز 15 أسبوعا، ما عقّد وضعها وحياتها ودفعها إلى إطلاق صرختها في وجه هذا النظام الذي لا ينصف المرضى ولا يراعي العجز الذي يلحقهم جراء المرض، حسب تعبير هدى.
وكان تلفزيون "راديو كندا" خصّص حيزا من الوقت لهدى الخرشي لإثارة مشكلتها مع التأمين الصحي أمام جوستن تريدو، الوزير الأول الكندي، الذي حلّ ضيفا على برنامج إخباري مباشر بالقناة للإجابة عن أسئلة حول ما تحقق في سنة 2016.
الوزير الأول رحّب بسؤال المغربية المقيمة بمونتريال بكندا، وعبّر عن تفهمه لوضعها، مؤكدا أنه سوف ينظر في الأمر من أجل إيجاد حل للمشكل.
و بدت في أوج قوتها وإيمانها بقضيتها وقدرتها على الانتصار ليس على المرض فقط بل حتى على وضعها الجديد.
وأكدت المتحدثة أن أشد ما يقلقها ويؤلمها ليس هو المرض والعلاج الكيمياوي وإنما هي التحولات التي تطرأ على حياة المرضى، خصوصا في الجانب المالي في ظل أنظمة تأمين لا تراعي أوضاع المرض التي تتفاقم بسبب الفواتير اليومية التي تتكدس، مصرة على أنها ستظل ترفع صوتها عاليا من أجل قضيتها إلى أن تتم مناقشة الموضوع على مستوى صناع القرار ويتم تصحيح الأمر وترفع مدة الاستفادة من التعويضات عن المرض.
وأوضحت هدى الخرشي، لهسبريس، أن أقصى مدة تمنحها أنظمة التأمين الصحي بكندا كتأمين عن فقدان العمل بسبب المرض هي خمس عشرة أسبوعا، في مقابل سنة في المملكة المتحدة، وسنة ونصف السنة في ألمانيا، وما بين سنة واحدة وثلاث سنوات بفرنسا.
وأشارت المغربية المقيمة بمونتريال بكندا إلى أن السنة الماضية عرفت استفادة 350 ألف مريض كندي من هذه التعويضات؛ ولكن يبقون معرضون للضياع في غياب أي رفع لهذه المدة.
وتضيف هدى، أن معركتها ليست مع المرض أو مع وضعها المالي فقط؛ ولكن معركتها ستكون على وضع الجالية المغاربية والعربية هنا التي لا يجمع بينها أي التحام أو تضامن، إلا بعد وقوع الانهيار؛ فكم من مهاجر، سواء في كندا أو غيرها، يعاني في صمت تحت ضغط المرض أو البطالة أو الشيخوخة دون أية التفاتة من أبناء جاليته"، تقول المغربية المقيمة بمونتريال بكندا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر