مُطربون في المعهد الموسيقي يتشبثون بالأغنية المغربية الأصيلة
آخر تحديث GMT 02:00:23
المغرب اليوم -

مُطربون في المعهد الموسيقي يتشبثون بالأغنية المغربية الأصيلة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مُطربون في المعهد الموسيقي يتشبثون بالأغنية المغربية الأصيلة

المعهد الموسيقي
الرباط - المغرب اليوم

أناملٌ تعزف برفق على العود والكمان، وأجساد تتراقص يمينا ويسارا، وعيونٌ يقظة لضبط الإيقاع الموسيقي، تشكيلة تؤثث فضاء المعهد الموسيقي بسمفونية "رقصة الأطلس" لتعيدَ للمطربين والحاضرين من عشاق الموسيقى المغربية الزمن الغابر الخالد، زمن الموسيقى الأندلسية التي تُحاكي كل الأزمنة، والموسيقى التي لا يُمكن طيها في مجلد النسيان.

مُطربون، نساء ورجالاً، من أعمار مختلفة، لم يخلفوا موعدهم مع الموسيقى المغربية، يحيكونها داخل المعهد الموسيقي بتمارة ليحافظوا عليها من الزوال والاندثار، وليُواجهوا بها كل التيارات الحديثة التي لا تسمو ولا ترقى بالذوق الموسيقي العصري، هي الموسيقى التي تُعيد الألحان المغربية العذبة، وفاءً لرواد الحركة الفنية الطَربية المغربية التي أسس لها أمثال أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي.

ماذا تبقى من الأغنية المغربية؟

في معهد الموسيقى بتمارة، تجتمع ثلة من الأساتذة والمطربين والمتعلمين لنسج كل أنواع الموسيقى المغربية، ومنها العصرية التي لم تعد تستأثر باهتمام الشباب الذين يتجهون إلى الأشكال الشعبية الصاخبة، الفارغة أحيانا من المعاني والمعالم الجمالية.

"يعودُ التاريخ المُزدهر للموسيقى العصرية إلى بداية الخمسينات، انطلاقا من تأسيس أجواق عصرية. وبعد حصول المغرب على الاستقلال، تميزت هذه الموسيقى بروح وطنية. وفي فترة الثمانينات، كان هناك إطار متنوع؛ إذ بدأت الموسيقى في القاموس الشعبي بالملحون والأندلسي، وانطلقت إلى خطاب الشارع، ثم الرمزية مثل أغاني فتح الله المغاري، ثم دخلت للمجتمع مع أمثال عبد الرحمان العلمي وعبد الوهاب الدكالي"، يحكي محمد شكوك، أستاذ التربية الموسيقية بالمعهد.

ويرى شكوك أن "عدم فتح أوراش لتلقين الأغنية للشباب هو الذي أفقدهم الاهتمام بها؛ الشيء الذي عمّق الأزمة داخل الأغنية المغربية، وجعل الشباب يذهبون إلى تيارات خارجية أخرى، بالإضافة إلى العولمة والتكنولوجيا التي تغريهم".

وتعليقا على الأذواق التي تجذبُ الشباب، يقول شكوك إنها خالية من الطرب، ويعتبرها فقط "آلات كهربائية وإيقاع صخب أكثر من جُمَل طَربيّة".

من جهته، يستنكر مصطفى الإدريسي، مطرب بالمعهد الموسيقي، عدم توجه الشباب للدراسة في معاهد الموسيقى ليعرفوا المقامات والأوزان، وليصقلوا مواهبهم وقدراتهم.

ويتساءل المطرب نفسه، متأسفا لما آلت إليه الأغنية المغربي، في تصريح لهسبريس، "لماذا انحطت الأغنية المغربية؟"، ليجيب: "لأن التسجيل صار ماديا ولم يعد كما كان في السابق"، موضحا: "في الإذاعة، تذهب عند الملحن ويسمع صوتك، ويسألك ما إذا درست بالمعهد، ويعرفُ المقامات التي تغني عليها، وتغني له أغان مغربية مشكّلة ليعرف صوتك الحقيقي. وإذا تم قبول القطعة الموسيقية، تمر في الإذاعة وتحصل على المصادقة، وإذا لم تُقبل القطعة، تكون في ملك الملحن، والعكس صحيح".

الأمل من أجل تطوير الأغنية المغربية

وفيما ترى حياة محمد، مطربة بالمعهد نفسه، أن "الأغنية المغربية يجب أن تظهر بصورة كبيرة لتعود الفنانات إلى الساحة ويظهرن"، يتأسّفُ رشيد عبو، مطرب هو الآخر بالمعهد، على اندحار "الأغنية التي كنا نستمع إليها رفقة آبائنا وأجدادنا، الأغنية الجميلة والكلمة الجميلة، والغناء العذب واللحن الجميل".

الإنذار ببداية أفول قواعد الأغنية المغربية على مستوى الإنتاج والأداء والجودة، هو ما دفع رشيد، رفقة زملائه المطربين، إلى الوفاء للجوق، حفاظا على "الطابع المغربي للأغنية المغربية بكل مقاييسه ومعاييره"، فالهدف الذي يتقاسمه بقية الأساتذة بالمعهد هو التمسك بالأغنية المغربية وإعادة المصداقية إليها، وهي التي، بحسب المُطرب ذاته، بدأت تعرف اندثارا بالنظر إلى الألفاظ "العبثية"، محملا المسؤولية للمجتمع بأكمله.

"نحن لم نفقد الأمل وما زلنا نشتغل لنطور الأغنية المغربية"، يقول بدر مزدهر، أستاذ التربية الموسيقية بالمعهد، مضيفا أن "ما جعل الأغنية المغربية تتراجع هو عدم الاهتمام من طرف الناس المسؤولين، وكلما قام شخص بعمل، لا يحفزه الناس ولا يشجعونه ليطوره، وحصل نوع من النكران في الساحة الفنية، وبدأت الأمور تتراجع شيئا فشيئا".

واستنكر أستاذ التربية الموسيقية، في تصريح لهسبريس، القطيعة مع الموسيقى المغربية، وقال: "عندما يأتي شخص مولوع بالموسيقى ويرغبُ في المضي قدما في هذا الميدان، لا يجد من يحتضنه، ويبدأ المستوى في التراجع"، معتبرا أنه "لو وجد هؤلاء باب الأجواق والمعاهد الموسيقية مفتوحا أمامهم، لما حدثت القطيعة، ولبقيت الأغنية المغربية دائما في تطور وتقدم"، بتعبيره.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُطربون في المعهد الموسيقي يتشبثون بالأغنية المغربية الأصيلة مُطربون في المعهد الموسيقي يتشبثون بالأغنية المغربية الأصيلة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib