الرباط - المغرب اليوم
"توفيَّ ابني الوحيد (16 سنة) وهو يحاولُ الوصولَ إلى ساحل "لانزروتي" بحزر الكناري.. خرجَ من المنزل ولم يُودِّعني.. خرج ولم يعدْ"، تحْكي حليمة بحوش، أمّ محمد العلاوي، القاصر المغربي الذي توفي الأسبوع الماضي غرقاً في سواحل الأطلسي. وتضيفُ السيدة المكلومة: "لقد سلبوا مني ابني..ترك المدرسة وذهبَ راكباً في "الباطيرا" واختفى..".
ولثنْي شباب منطقة وادي الذهب الواقعة في أقاصي الجنوب المغربي عن ركوب قوارب الموت، تنخرط حليمة بمعية أمهات أخريات في حملة تحسيسية داخل المدارس والمعاهد تستهدفُ الطلبة والتلاميذ، وهي حملة تؤطرها جمعية واد نون للهجرة والتنمية، تسردُ من خلالها الأمهات قصصهنَّ مع "الحريك" وكيف أسقطت شبكات تهريب تنشط خلال هذه الفترة من السنة أطفالهنَّ.
وتعمل جمعية واد نون للهجرة والتنمية، التي يرأسها عبد الله الكاوا، منذ فاجعة انقلاب قارب للهجرة السرية وعلى متنه 20 مغربيا، في ساحل جزيرة الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي، في نشر الوعي بمخاطر الهجرة في صفوف الأمهات وأطفالهن عبر عرض مسرحيات تتناول موضوع الهجرة غير الشرعية في المدارس، وتقديم الدعم النفسي للعائلات التي تفقد أبناءها في البحر.
وتقوم هذه المنظمة الحقوقية بوضع خطط تطوعية في المراكز التعليمية بالساحل المغربي من أجل تقديم المساعدة النفسية للعائلات التي تفقد أطفالها في البحر، وتنفيذ حملات للتحذير من مخاطر الهجرة عبر "الباطيرا".
محمد امبارك واحد من هؤلاء الذين فقدوا أبناءهم غرقاً في البحر بعدما قررّ ابناه عياد (15 سنة) ومحمد (17 سنة) ترك المنزل ذات صبيحة صيفية من شهر يوليوز الماضي والتوجه إلى ساحل جزر الكناري القريبة من الصحراء المغربية. يقول محمد: "لقد تركا المدرسة وفقدا أمل العيش في مدينة أوسرد وقررا ركوب البحر أملاً في الوصول إلى الجزيرة الإسبانية، بعدما تمكنا من جمع المال الكافي للرحلة التي خطفت حياتهما".
ويضيف امبارك: "طفلاي ذهبا دون علمي إلى مدينة العيون، ومن هناك انطلق قاربهما قبل أن يتم إبلاغي في ما بعد بوفاتهما"، وزاد: "لقد عملا لفترة في التجارة لجمع ما يكفي من المال، ولم يطلبا منا المساعدة لأنهما كانا خائفين من السفر".
وجرى توقيف مجموعة من 32 مهاجرا الأسبوع الماضي من قبل خفر السواحل الإسباني، كانوا على بعد 55 مترا من شمال جزيرة "كراسيوسا"؛ في حين اعتقلت السلطات الموريتانية 41 مهاجراً من جنوب الصحراء الكبرى على بعد 470 كيلومتراً شمال نواكشوط، كانوا على وشك السفر إلى جزر الكناري.
ويتخذ الشباب قرار الهجرة غير الشرعية نتيجة انعدام فرص الشغل بالمنطقة، وسيطرة اليأس على أسرهم الفقيرة التي تقترض المال لدفع تكاليف رحلة نحو المجهول.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر