الرباط - المغرب اليوم
في خضمّ الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها المدرسة العمومية المغربية، واعتراف الجهات الرسمية بفشلها، دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى تخفيف "النظرة السلبية" إزاء المدرسة العمومية، والتحلي بالموضوعية حين انتقادها.
وانتقد العثماني "منتقدي المدرسة العمومية"، في ندوة يحتضنها مقر مجلس النواب اليوم الثلاثاء حول مشروع قانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، قائلا "هناك من ينتقد المدرسة العمومية وهو خرّيج هذه المدرسة".
وأردف رئيس الحكومة، بعد أن خاطبه أحد الحضور بالقول إن النقد ضروري لتحقيق الإصلاح، قائلا: "من الطبيعي أن يكون هناك نقد، ولكن حين يتحول النقد إلى هدم فهنا تحدث المشاكل"، مضيفا: "النقد ضروري؛ ولكن شرط أن يتحلى من ينتقد بالإنصاف والموضوعية".
ودعا العثماني إلى "تخفيف النظرة السلبية إلى المدرسة العمومية"، قائلا "لا بد أن يكون هناك تعاون وتشارك بين الجميع من أجل إنجاح إصلاح منظومتنا التربوية، ولتحقيق الإصلاح المنشود علينا أن نحاول التخفيف من النظرة السلبية إلى المدرسة العمومية".
وتساءل رئيس الحكومة: "المغرب مرّ به رجالات دولة لهم خبرة وتكوين ومعرفة عميقة، تخرجوا من المدرسة العمومية، فكيف وصلنا إلى الوضع الذي نوجد عليه اليوم؟ ففي سنة 2017 بلغ عدد الأميين في المغرب تسعة ملايين أُمِّي، كما أن تعميم الجودة لا يزال مطروحا فوق الطاولة ونبحث له عن أجوبة".
واعتبر العثماني أن إصلاح منظومة التربية والتكوين "يقتضي التحلي بكثير من التواضع، فكثيرا ما تظهر الحلول سهلة لكن بمجرد أن نشرع في تطبيقها نكتشف أنها سراب"، وزاد: "حين تكون الرؤية أُحادية منغلقة عَلى الذات لا يمكن أن تفضي إلى نتيجة".
وشدد رئيس الحكومة على أن إصلاح منظومة التربية والتكوين "هو مسؤولية جماعية، ولا يمكن الوصول إلى تحقيق الأهداف التي حددتها الرؤية الإستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030 إلا بتضافر جهود الجميع، حكومة وأحزابا ونقابات وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا وأسَرا".
العثماني اعتبر أن من بين أسباب الوضعية التي آلت إليها المدرسة العمومية المغربية تراجُع القيم الحميدة في المجتمع، "التي هي جزء أساسي لكل إصلاح"، مُبرزا أن المجتمع المغربي يعيش مرحلة انتقالية، حيث ورث كثيرا من المفاهيم ووفدت عليه مفاهيم أخرى بدخوله إلى الحداثة، "فلا نحن أخذنا الإيجابي من الحداثة، ولا نحن تمسكنا بقيمنا الجليلة، كالنزاهة والصدق والتفاني في العمل ونكران الذات"، على حد تعبيره.
وسيشرع البرلمان في مناقشة مشروع القانون الإطار المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بعد المصادقة عليه في المجلس الوزاري شهر غشت الماضي، وقال رئيس الحكومة إن مشروع القانون هذا "إذا صادق عليه البرلمان سيكون مكسبا تشريعيا غير مسبوق للمغرب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر