الرباط - المغرب اليوم
إذا كان إعداد أطروحة الدكتوراه يتطلب من طلبة الجامعات سنوات من الجدّ وتقليب آلاف صفحات المجلّدات والكتب والوثائق قبل تجميعها وعرضها أمام لجنة المناقشة وقلّة من المدعوّين، فإن جامعة محمد الخامس ارتأت توسيع القاعدة التي تُعرض عليها عصارة أطروحات الدكتوراه، في إطار سياسة الانفتاح على المجتمع.
المدرّج الكبير لكلية العلوم بالرباط كان، مساء اليوم الخميس، على موعد مع الدورة الخامسة من مسابقة "أطروحتي في 180 ثانية"، والتي تنظمها جامعة محمد الخامس والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وتقوم فلسفتها على عَرْض نُخبة من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، عُصارة أطروحاتهم، بشكل دقيق وموجز، في مدّة زمنية لا تتعدى ثلاث دقائق.
24 متبارية ومتباريا قدِموا من مختلف الجامعات المغربية، للمشاركة في مسابقة "أطروحتي في 180 ثانية"، جرى اختيارهم من لدن لجنة من الحكماء مُشكّلة من أساتذة جامعيين، غربلوا مئات الأطروحات التي توصلت بها اللجنة، ليتبقى منها أربع وعشرون أطروحة، تبارى أصحابها أمام مئات من الأشخاص، في إطار نشر المعرفة وسط المجتمع.
"قد تكون هناك مجموعة من الأهداف من وراء تنظيم هذه التظاهرة المتميزة، لكن هدفنا الأكبر، ببساطة، هو نشر المعرفة في أوساط المجتمع، وتقريبها إلى أوسع شريحة ممكنة، من خلال هذه الطريقة المبسّطة التي يتم بها عرض أطروحات الدكتوراه"، يقول أحد أعضاء لجنة التحكيم قبل انطلاق المسابقة.
ويتنافس المتبارون في المسابقة على الظفر بثلاث جوائز، الفائز بالجائزة الأولى سيمثل المغرب في مسابقة "أطروحتي في 180 ثانية"، في نسختها الدولية، والتي ستُنظم شهر شتنبر المقبل في مدينة لوزان بسويسرا، ويتم انتقاء الفائزين في المسابقة محليا، وفق قواعد اللجنة الدولية، حسب ما قال أحد أعضاء لجنة التحكيم.
وتحدث سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، بحماس كبير عن مسابقة "أطروحتي في 180 دقيقة"، معتبرا إياها "مبادرة جيدة جدا"، وتمنى أن تستمر لسنوات طويلة، من أجل تقديم الأعمال الراقية التي ينجزها نخبة من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، ونشر المعرفة على نطاق واسع في المجتمع.
وقال أمزازي إن المجتمع المغربي بحاجة إلى تطوير البحث العلمي، من أجل مواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي يعرفه العالم، ومواجهة عدد من التحديات التي تعرفها المعمورة، مثل التغير المناخي، واعدا بخلق فضاءات جامعية للنقاش والحوار، تستضيف الخبراء من أجل تطوير البحث العلمي وتمتين المعارف، مشددا على ضرورة انفتاح الجامعات على المواطنين وعلى المجتمع.
وتهدف مسابقة "أطروحتي في 180 ثانية" إلى تقييم البحث العلمي في المغرب، وتثقيف الباحثين الشباب وتحفيزهم وتمكينهم من أدوات التواصل، وحثهم على نشر أبحاثهم على نطاق واسع، وتحسيسهم بأهمية نشر العلم والتقنيات، ونقل المعرفة إلى المجتمع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر