الرباط - المغرب اليوم
هاجم الأنثربولوجي المغربي محمد الناجي النخبة المغربية التي تعيش في دول الغرب والتي اختارت أن تكتب باللغة الأجنبية، حيث تفضل أن تكتب عن "صورة المغرب" عوض أن تكتب عن المغرب العميق، أو عن المغرب الحقيقي، حسب تعبيره.
وصنف مؤلف كتاب "العبد والرعية" المغرب إلى ثلاثة أصناف: المغرب العميق، والمغرب الحقيقي، والمغرب باعتباره صورة لا تمثل حقيقة المغرب العميق أو المغرب الحقيقي؛ فالمغرب الحقيقي، كما يراه الناجي، إنما يتمظهر في النظرة إلى المغرب من الأعلى، وهي نظرة الباحث عن حقيقة المغرب كما هي: بلد السياحة والأسوار التاريخية والتقاليد والأعراف والشاي، وهناك المغرب بلد الرومانسية، المغرب الجميل، والأقل جمالا، بل القبيح أحيانا.
في مقابل ذلك هناك ما وراء المغرب كحقيقة، أي مغرب الصورة التي يمكن أن تُباع في الأسواق من لدن بعض المثقفين المغاربة في الخارج، ويربحون من ورائها ثمنا عبر وسائل الإعلام ويجمعون بها الأموال الصعبة، مع ما يتطلب ذلك من الاعتناء بصورة هؤلاء المثقفين باعتبارهم دعاة التقدمية والحداثة وسدنة العلمانية وجميع الأشلاء الإيديولوجية المشذبة!
"دعاة الحداثة من "كتابنا المغاربة في الخارج" الذين يكتبون لـ"غيرنا" يسارعون إلى بيع صورة معينة من المغرب، هي الصورة التي تدر عليهم الأرباح، يبيعون صورة المغرب العنيف، "المغرب الذي يتميز عن غيره من البلدان بتمظهر قوي للعنف، إنه المغرب الإسلامي، إنه بلد الإسلاميين وحدهم الذين يعتدون على النساء، مع تغييب لدور المرأة المغربية التي أبت إلا أن تدافع عن كرامتها وحريتها، وكثيرا ما هن!".
"هذي الصور التي يروّج لها المثقفون المغاربة في الخارج عن بلدهم المغرب تعطي انطباعا للمغربي أن هؤلاء يتحدثون عن بلد آخر ليس هو المغرب" يضيف محمد الناجي.
واستطرد الأنثربولوجي المغربي، في تدوينة في صفحته بالفيسبوك نشرها باللغة الفرنسية، إلى وضع صورة المغرب في سياق التحولات التي يشهدها المغرب الحقيقي وكذا الديناميات التي يعيشها المجتمع المغربي؛ "غير أن هذه الصورة الحقيقية لا يأبه لها الإعلام الفرنسي من قبيل جريدتي "ليبراسيون" و"لوموند" وكذا القنوات التلفزيونية الفرنسية، لأن هذه الصورة الحقيقية عن المغرب لا يجني منها المثقف المغربي في الخارج شيئا، لأنها صور لا تدر مالا" يزيد الناجي.
وأشار المتحدث إلى أن المثقفين المغاربة في الخارج لا يأبهون بالصورة الحقيقية للمغرب طالما لا تتناسب مع الوضع الذي اختاروه لأنفسهم، وما دامت حقيقة المغرب، أيضا، لا تعنيهم لأنهم "ليسوا مهتمين بالحقيقة؛ ولكن في وضعهم هناك حيث اختاروا أن يكونوا دون أن يجبروا على القيام بذلك"، يقول الناجي.
ولفت محمد الناجي إلى أن بعض المثقفين في الخارج طفقوا في انتقاد الفاعل السياسي بالمغرب باعتباره عنصرا هاما فيما يحدث من تحولات رئيسة بالمغرب، غير أن عملية النقد تتعطل. والسبب؟
"إنهم يحبون أن يستقبلوا بسخاء هنا بالمغرب، ويكتبون الأعمدة مدفوعة الأجر هناك في الخارج، وهنا أيضا بالمغرب!" يجيب الأنثربولوجي المغربي المعروف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر