قالت الفنانة المغربية نبيلة معن إن الجمهور الخليجي يعشق التراث الموسيقي المغربي الأصيل، لما يزخر به من صدق الكلمة وعذوبة اللحن والمشاعر الإنسانية النبيلة التي يتغنى بها.
وأعربت نبيلة معن، على هامش السهرة الفنية التي أحيتها في إطار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى (18 - 27 أكتوبر)، عن سعادتها لتجاوب الجمهور البحريني مع أغانيها، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تحيي فيها حفلا فنيا بالخليج.
وقالت: "منذ بدايتي في العمل على التراث المغربي الأندلسي وأنا أتلقى باستمرار رسائل عديدة من الجمهور المتتبع بدول الخليج. هذا شيء يثلج صدري، حيث أرى كيف أن فني المستلهم من ثقافة بلدي يسافر عبر العالم ويلقى استحسانا من طرف المهتمين، والآن أنا جد سعيدة لأني تقاسمت فني مع جمهوري في مملكة البحرين".
وحول نقط الالتقاء بين أسلوبها الغنائي والأغنية الخليجية، ترى نبيلة معن أن "لكل لون تاريخه الخاص به وخصوصياته الشعرية والموسيقية. وهذا هو ما يشكل قوة الموسيقى وباقي الفنون. فكل فن يحكي تاريخ البيئة التي نشأ فيها، ويتأثر بمختلف الأنماط الفنية التي يعايشها"، مشيرة إلى أن "الإبداع وكون الموسيقى لغة عالمية هو القاسم المشترك بين كل الأنواع الموسيقية ".
وأعربت نبيلة معن، التي تتميز اختياراتها الموسيقية بالتجديد، حيث اعتمدت المزج بين التراث المغربي الأصيل والأنماط الموسيقية الغربية، عن يقينها بأن أسلوبها الغنائي له مستقبل واعد في المشهد الغنائي الخليجي، الغني بدوره بألوانه المختلفة، وبمزجه بين الأصالة والأنواع الموسيقية المعاصرة.
وتقول معن في هذا الصدد: "أظن أنها مسألة وقت. صحيح أن الموسيقى التي أقدمها قد تأخذ بعض الوقت في الانتشار، لكنها تبقى تراثا خالدا وتزداد قيمتها الفنية مع مرور الزمن نظرا لكونها موسيقى تمتد جذورها في الماضي وتحيا أوراقها في الحاضر والمستقبل".
وحول جديد الفنانة نبيلة معن، التي تتوفر لحد الآن على رصيد يضم خمسة ألبومات، قالت إنها بصدد التحضير لألبومها السادس، الذي سيكون امتدادا لتجربتها في إعادة أغانٍ تراثية من فن الملحون والطرب الأندلسي، بتوزيع عصري جديد في قالب من الجاز والموسيقى العالمية.
وبخصوص مستقبل الأغنية الشبابية في المغرب والعالم العربي، ترى نبيلة معن أن "الموسيقى الشبابية تتغير موجاتها بشكل سريع، وحين يختفي نمط يظهر نمط آخر، وهذا ما يضمن استمراريتها ".
وأكدت الفنانة المغربية، في هذا السياق، على ضرورة التوفر على صناعة موسيقية متطورة تضمن إنتاجا ذا جودة يجعل الموسيقى الشبابية ذات قدرة تنافسية عالية على المستوى العالمي.
يشار إلى أن الدورة الـ27 لمهرجان البحرين الدولي للموسيقى تروم خلق قنوات تواصل بين الفنانين من مختلف دول العالم لتعزيز التنوع الثقافي وإغناء حوار الثقافات.
كما يتوخى هذا المهرجان إبراز الطاقات البحرينية الموهوبة، وإتاحة الفرصة لفناني البحرين للاحتكاك بموسيقيين وفنانين محترفين من مختلف دول العالم، بهدف إنتاج أعمال موسيقية وفنية مشتركة تساهم في صقل مهارات الفنان البحريني، وتعمل على تهيئته للمشاركة في مختلف المحافل الفنية الدولية.
ويتضمن برنامج المهرجان كذلك معارض فنية ومحاضرات وندوات تحتضنها مواقع ثقافية عديدة بالبحرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر