الرباط ـ المغرب اليوم
قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، إن مؤسسة إمارة المؤمنين "تقوم في النموذج المغربي على مجموعة من الثوابت والمرتكزات، تتمثل في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، ما مكن المملكة المغربية من أن تكون خلال السنوات الأخيرة في منأى عن ارتفاع منسوب التطرف العنيف".
وأضاف بوصوف، الذي كان يتحدث في ملتقى حول موضوع "القضاء على التطرف العنيف ببلدان المغرب العربي"، الخميس بمدريد، أن الإستراتيجية الشاملة ومتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة في هذا المجال "ارتكزت على ثلاثة عناصر أساسية، همت بالخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني وتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى دعم وتقوية المقاربة الأمنية".
وبخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني في المغرب، أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج أن هذه المقاربة ارتكزت على مجموعة من الآليات، "منها تكوين الأئمة وتدبير المساجد وتكوين المرشدين والمرشدات، إلى جانب تكريس وتجذير التنوع والتعدد في المجتمع المغربي عبر تثمين مختلف المقومات والروافد".
كما أوضح بوصوف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بما حققته من منجزات ومكاسب، "شكلت إحدى الآليات الأساسية والمحورية في المجهود الذي بذلته المملكة لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، باعتبارها ساهمت في تمكين مجموعة من الشرائح الاجتماعية التي كانت تعاني من الهشاشة"، مشيدا في الآن ذاته بالأدوار التي تقوم بها ولازالت "مؤسسة محمد الخامس للتضامن"، خاصة في مجال تنمية وتطوير وتحديث البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية الموجهة لفائدة الشرائح الاجتماعية الهشة.
وشدد المتحدث على أن المقاربة الأمنية التي تشرف على تنفيذها المصالح الأمنية المغربية "حققت نجاحات مهمة في صد الهجمات الإرهابية، ومكنت المغرب بالتالي إلى جانب مجموعة من الدول الصديقة من تجنب العديد من الأعمال الإرهابية".
كما أكد بوصوف أن إستراتيجية المغرب الأمنية ترتكز على عدة آليات وعناصر، "لاسيما التنسيق الدائم والمستمر بين مختلف الأجهزة الأمنية ومختلف المتدخلين، وتكوين الأطر والعناصر المكلفة بمواجهة ظاهرة الإرهاب، وجمع المعلومات والعمل الاستباقي في مجال التعرف على الحيثيات والبيئة الحاضنة، وكذا المؤهلة للاستقطاب".
يشار إلى أن هذا الملتقى، الذي نظمه "البيت العربي" في مدريد، بتعاون وتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، استمر يومين وعرف مشاركة العديد من الخبراء والباحثين والأكاديميين المتخصصين في قضايا الإرهاب والتطرف من إسبانيا ودول المغرب العربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر