الرباط - المغرب اليوم
في خضمّ تسريع وتيرة الدفع بإنجاح البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، أبرز العرض الذي قدمه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في مؤتمر إطلاق البرنامج صباح اليوم بالصخيرات، حجم التأخر الكبير الذي يعاني منه التعليم الأولي في المغرب، والمشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها.
وبحسب المعطيات التي قدمها وزير التربية الوطنية، فإنّ التعليم الأولي في المغرب، حاليا، ما زال يعاني من المشاكل نفسها التي كان يعاني منها خلال الفترة ما بين 2000 و2008، كضعف التمويل، والتباين بين المجالات والنوع، وضعف مشاركة الدولة وتعدد المتدخلين، وغياب آليات الرقابة والتقييم.
اللافت في العرض الذي قدمه الوزير أمزازي هو أنّ التعليم الأوّلي في المغرب لم يعرف أيَّ تطور خلال السنوات العشر الأخيرة في ما يتعلق بنسبة الأطفال المستفيدين؛ إذ ظلّت النسبة تتأرجح ما بين 50 و58 في المئة، بل إنها سارت في مُنحدر منذ الموسم الدراسي 2013-2014 إلى 2016-2017، بانخفاضها من 58% إلى 51%.
ويوجد في المغرب مليون و426 ألفا و185 طفلا في سن التمدرس بالتعليم الأولي، لكن عدد المتمدرسين منهم لا يتعدى 699 ألفا و265، في حين إن 726 ألفا و920 منهم غير متمدرسين. ويتصدر التعليم الأولي التقليدي أنواع التعليم الأولي بالمغرب، بنسبة 63 في المئة، يليه التعليم الأولي العصري بنسبة 24 في المئة، بينما لا يمثل التعليم الأولي العمومي سوى نسبة 13 في المئة.
ويتوفر المغرب، وفق إحصائيات الموسم الدراسي الحالي 2017-2018، على 23 ألفا و921 مؤسسة بالتعليم الأولي، 11 ألفا و921 منها توجد بالعالم القروي، ويبلغ عدد المربيات والمربين المكلفين بتدريس تلاميذ التعليم الأولي 36 ألفا و903.
ويبرز إشكال التبايُن بين المجال والنوع، الذي يعاني منه التعليم الأولي في المغرب، في كون المعدل الوطني لتغطية التعليم بالعالم القروي لا يتعدى 35 في المئة، ويصل في المناطق الحضرية إلى 59،5 في المئة، كما يتجلى، أيضا، في نسبة تمدرس الفتيات بالتعليم الأولي؛ إذ لا تتعدى هذه النسبة في الوسط القروي 35،2 في المئة، وتصل في الوسط الحضري إلى 45 في المئة.
ويطمح المغرب إلى تعميم التعليم الأوّلي في أفق الدخول المدرسي 2027-2028، لتمكين جميع الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات من ولوجه، وفق ما هو مسطر في الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر