توفي رجل الأعمال الشهير إبراهيم إدحلي (بيشا)، بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع طويل مع مرض “الباركينسون”، ووري الثرى الثلاثاء بمسقط رأسه بقبيلة السيحل، إقليم تيزنيت.
ورحل الرجل، المعروف اشتغاله في عالم المال والأعمال والإحسان وكذا الزوايا الدينية بمنطقة سوس، عن عمر يناهز التسعين سنة، مخلفا إرثا تجاريا ثقيلا في ميادين المواد الغذائية والمحروقات والغاز والمعلبات.
ويعتبر إدحلي أحد أبرز داعمي المدارس العتيقة في أحواز مدينة تيزنيت، وساند طلبتها لتحصيل مختلف المعارف، كما ساعد في بناء العديد من المؤسسات والمساجد بالمنطقة.
ونشر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، صورة رفقة الرجل مرفوقة بتعزية، والأمر نفسه بالنسبة للمستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو، والنائبين البرلماني إبراهيم بوغضن وعبدالله غازي.
عائلة عريقة
لاباري إبراهيم، سوسيولوجي متخصص في المقاولة العائلية، أورد أن إبراهيم إدحلي من بين مؤسسي المقاولات العائلية في منطقة سوس، ينحدر من قبيلة السيحل، وله أخوان اثنان عصاميان بدورهما تمكنا من بناء مقاولات ضخمة.
وأضاف لاباري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الآباء غرسوا في الأبناء بدورهم الفكر المقاولاتي، متذكرا سنوات دراسته بفرنسا، التي تزامنت مع دراسة أبناء بيشا التجارة هناك.
وأوضح الأستاذ بجامعة ابن زهر أن مقاولات الرجل شغلت عددا ضخما من اليد العاملة في المنطقة، مسجلا أنه إلى جانب الاقتصاد كان داعما للإسلام السمح والزوايا.
وأشار لاباري إلى أن العديد من كبار العائلات السوسية العريقة رحلوا، والبداية من مولاي مسعود وبلحسن وأيت مزال والآن إبراهيم بيشا، متأسفا لرحيل “هذا الجيل العصامي الذي لا يعوض”.
وأردف المتحدث ذاته بأن التحدي الحقيقي بالنسبة للجيل الحالي هو تدوين سير هؤلاء الزاهدين رغم غناهم، ففي كل اللقاءات التي جمعت الباحث بهم كان التواضع حاضرا.
المصاهرة والقرابة
عبد الله بوشطارت، الباحث في تاريخ سوس، قال إن عائلة بيشا لا تختلف كثيرا عن عائلات سوس الكبرى التي تملك رأس المال والثروة الكبيرة، في المنشأ والمسار ونوعية الاستثمار؛ “فهي أسرة مالية تقليدية انطلقت من التجارة الصغيرة إلى المقاولة الكبيرة ‘الهولدينك’، وتعتمد على العائلة الممتدة مثلها مثل عائلة بالحسن، مع تدوير رأس المال داخل العائلة عن طريق روابط القرابة والمصاهرة، ما يؤدي إلى تشكيل نوع من اللوبي العائلي”، على حد وصفه.
لكن الاختلاف، وفق بوشطارت، “يكمن في نشأة بيشا من قبيلة السيحل جنوب تزنيت، في حين برجوازية الجبل إبودرارن اعتمدوا في الغالب على الهجرة نحو الدارالبيضاء وفرنسا، لمراكمة الثروة عبر التجارة والصناعة… أما بيشا فيمكن اعتباره منتجا محليا خالصا، اعتمد على الاستثمار في البداية في تزنيت وأكادير ثم الصحراء، في ما يخص الصناعات الغذائية والبحرية”، معتبرا العقار طفرة مهمة في مسار عائلة إيد بيشا.
وأردف الباحث ذاته بأن “المؤسسين الأوائل لثروة بيشا اشتغلوا في الظل دون الخوض في السياسة بشكل مباشر، ما جعلهم يستفيدون منه كثيرا في التحالف مع السلطة ونسج علاقات طيبة مع جميع الأطراف السياسية”.
قد يهمك ايضاً :
افتتاح مدينة الابتكار الموجهة للمستثمرين وحاملي المشروعات في أغادير المغربية
سفر سينمائي في رحلة تاريخية لحقبة المقاومة المغربية بمنطقة سوس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر