الرباط - المغرب اليوم
في محاولة لتقريب مسار قاض خبر محاكم المملكة، حمل إدريس بلمحجوب يراعه ليخط سيرة مسار حافل بالقضايا والترافع والأحكام، لخصه في كتاب "مسار حياة جولة في قضاء الأمس ومحاماة اليوم"، عرض فيه اشتغاله في مسؤوليات عدة كان فيها الحكم والمدافع عن حقوق الناس والمستضعفين.
إدريس بلمحجوب، الذي ترعرع ودرس في مكناس الزيتونة، ثم انتقل ليواصل مساره الدراسي الجامعي بالعاصمة الرباط، ليتدرج بعد تخرجه في المهام، ابتداء من قضاء الحكم ثم النيابة العامة كوكيل للملك في الخميسات ثم قضاء التحقيق الخاص بكبار الموظفين الذي يبتّ في قضايا الغدر والرشوة، ثم اشتغل في مهام التفتيش القضائي، ثم في محكمة النقض لمدة 13 سنة، ورئيسا أول بمحكمة الاستئناف بالرباط.
مسار قضائي تخلله عمل صحافي متخصص في إدارة المجلات القانونية المحكمة، أبرزها مجلة "القضاء والقانون" لمدة 20 سنة، ومجلة "قضاء المجلس الأعلى" التي تنشر الاجتهادات القضائية وتسعى إلى توحيد العمل القضائي، ثم مجلة "قضاء محكمة الاستئناف".
فعل الكتابة، الذي أصبح عادة بالنسبة إلى بلمحجوب، وثق به كذلك عدة تجارب أخرى مرتبطة بالممارسة الانتخابية بالمغرب، حيث كان مقرر اللجنة الوطنية لتتبع الانتخابات، وعضو هيئة التحكيم لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، ليتوج مسار كتاباته بإصدارات أخرى؛ منها "المسلسل الانتخابي بالمغرب"، و"قواعد تنفيذ العقوبات"، و"التفتيش وحرمة المسكن".
بلمحجوب كان كذلك رجل التنقلات والدبلوماسية القضائية، حيث شد الرحال صوب العديد من الدول الأجنبية لاستعراض الخبرات المغربية في المحافل الدولية التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والشيلي وإسبانيا وفرنسا وغيرها من البلدان الشقيقة.
بلمحجوب أكد، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه يريد من خلال تجربة السيرة أن يعطي صورة حسنة عن القضاء المغربي، وأن يبرز حجم التضحيات الجسام التي قدمها جيله من أجل استقلال السلطة القضائية، موضحا أن القضاة المغاربة لا يشعرون بأدنى نقص عند حلولهم ضيوفا على الملتقيات الدولية، بل يحسون بأنهم أعلى مرتبة وأكثر نضجا.
تجارب الرجل، الذي خبر القضاء، امتدت حتى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث سبق له أن كلف مع صديقه المرحوم مصطفى التراب بإعداد دراسة حول إصلاح القضاء، أدرج ما يقارب 70 في المائة منها في فصول دستور 2011.
كتاب "مسار حياة جولة في قضاء الأمس ومحاماة اليوم"، الذي يعدّ عينا لا تنضب بالتجارب بالنسبة إلى القضاة الشباب، تناول كذلك في بعض صفحاته تجربة بلمحجوب كمحام، وهو يحاول أن يستثمر معلوماته ووثائق القضية التي يترافع عليها من أجل تنوير بصيرة القاضي ودله على الحقيقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر