الرباط - المغرب اليوم
لم يكن وائل الراجي مجرد تلميذ استطاع اجتياز امتحان الباكلوريا بامتياز؛ ولكنه كان أصغر مرشح متفوق لاجتياز امتحانات الباكلوريا، في شعبة العلوم الفيزيائية بأكاديمية "ليل" شمال فرنسا.
وائل، الشاب الموهوب، من أصل مغربي، مكّنه طموحه وتفوقه من الحصول على معدل 145 في ما يخص مستوى ذكائه، وبذلك يكون أصغر حاصل على الباكلوريا بميزة "حسن"، وهو البالغ من العمر 15 سنة.
في أكاديمية "ليل"، سطع نهاية هذه السنة الدراسية اسم الشاب وائل، خريج "فيلينوف داسك"، البلدية الواقعة في إقليم "نور" شمال فرنسا، حيث درس الابتدائي والإعدادي، ليختم فيها سنته الأخيرة من المستوى الثانوي من دون أي دروس دعم إضافية.
الشاب الطموح كان عبقريا منذ صغر سنه؛ فمنذ بلوغه سنتين، لم يكن الصغير وائل، حسب والده رشيد، يكُف عن الكلام والسؤال والحديث إلى والديْه، ويقولُ أبوه: "وائل كان يطرح أسئلة كثيرة وفيها ما يتعلق بالموت والطبيعة، بل كان يدرك كل هذه الأشياء وبدأ يهتم بعلم الكون والديناصورات وعلم الحفريات".
ويضيف والد الشاب وائل، في تصريح لجريدة هسبريس، أن ابنه عندما كان في الحضانة أخبره أساتذته بأنه يجب أن ينتقل إلى المستوى الأول، لأنه يعرف كتابة الحروف؛ وهو ما أثار استغراب أسرة الطفل.
ويقول الأب "أخبروني في الحضانة أنه يعرف كتابة الحروف، بعدها علمتُ أنه كان يركز، من خلال مشاهدة التلفاز، على تعلم الحروف المكتوبة من خلال لعبة سكرابل".
ويُكمل الأب حديثه "بعدها أخذناه إلى المستوى الأول، وكان عمره خمس سنوات، وفي المستوى الثاني لاحظت مُعلمته أنه يكتب بسرعة، وراسلتنا لاختبار مستواه العقلي عند الطبيب ليؤكد لنا أن معدل ذكائه هو 145".
طموح وائل كان وراءه تشجيع أسرته التي دعمته للاستفادة، وهو صغير السن، من معهد الموسيقى إلى جانب المسرح وتعلم الرياضة والمشاركة في كل المسابقات المنظمة، إذ تفوق وائل، يقول أبوه، في مسابقة "الكيندي" المتعلقة بـ"فك التشفير" وتم اختياره فائزا على صعيد الأكاديمية، وعمره 12 سنة.
وهو يتابع دراسته الابتدائية، أخبر مفتش المدرسة والد وائل للانتقال إلى المستوى الرابع دون دراسة المستوى الثالث، مؤكدا أن "مستوى تفكيره أكبر بكثير، ومستوى ذكائه مرتفع مقارنة مع زملائه، وهو كبير منهم بسنتين".
وكانت ثاني مرة ينتقل فيها وائل إلى مستوى آخر، عندما قررت نيابة "ليل" لكي ينتقل إلى الثانوي بعد اختبار مستوى ذكائه مرة أخرى، وعمره 12 سنة.
وائل كان يأمل التميز بـ"حسن جدا"؛ لكن بالرغم من حصوله على ميزة "حسن"، فهو فرح جدا لإقباله على تجربة الدراسة الجامعية وهو أصغر طالب في أكاديمية "ليل"، اختار تخصص الطب لأنها مهنة أكثر إنسانية، موردا في قوله "الطب مهنة نبيلة، تمكنك من مساعدة الناس وتقديم العون لهم".
الشاب الموهوب، الذي قرر الالتحاق العام المقبل بالسنة الأولى في جامعة ليل لدراسة الطب، أشار، في تصريح لهسبريس، إلى ما يطمح إليه مستقبلا، قائلا: "أفكر مستقبلا في إنشاء جمعية في المغرب لمساعدة الناس في المناطق البعيدة، من خلال تنظيم زيارات وقوافل طبية وتقديم المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر