في وقت تزداد فيه الفلاحة تعقدا وتتعرض لجميع أضرار التقلبات المناخية والآثار المدمرة للحشرات على المزروعات، يبرز دور مصطفى أداروش كمستشار كبير وشريك متميز، إذ أن مهنيته وتفانيه في عمله جعلاه كفاءة مطلوبة باستمرار في جميع أنحاء إفريقيا، خاصة في كينيا حيث يقيم حاليا.
بابتسامته المعهودة، ينصت مصطفى أداروش باهتمام إلى شركائه ويلبي باستمرار دعواتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم حلول ميدانية أو تقديم المشورة للفلاحين.
يجوب هذا المدير الإقليمي لشركة بارزة تنشط في مجال تصنيع وتطوير المنتوجات المخصبة وحماية الزراعات بمنطقة شرق إفريقيا، بلا ملل جميع الضيعات والمزارع الكبرى في كينيا لمواكبة الفلاحين وتقديم الحلول لمشاكلهم.
ولأنه رجل مسؤول ويجيد الإقناع ، يعد السيد أداروش من طينة هؤلاء الأشخاص المتفانين الذين يعتبرون عملهم أولا وقبل كل شيء شغفا شخصيا.
يقول السيد مصطفى أداروش، ابن مدينة الحاجب الذي يعبر دوما عن افتخاره بأصوله، في تصريح صحافي، إن "هذا الشغف بالنسبة لي هو تلك الطاقة التي لا ينضب معينها والتي تدفعني للمضي قدما بشكل دائم من أجل إتقان العمل، ومواصلة الفهم والإنجاز".
ويضيف "في الواقع، لم أشعر أبدا بأنني أشتغل. كل ما أقوم به يمنحني المتعة والرضا عن النفس. قوي جدا هو شغفي وتعطشي المستمر للاكتشاف والمعرفة والتجريب". "عندما نصل إلى حل لعدوى تصيب النباتات أو علاج فعال في مزرعة لإنقاذ عمل ومحصول موسم كامل، فإن رضاي عن نفسي لا يتصور"، يؤكد أداروش الذي يضع أمامه مبدأ أساسيا وهو أن "الإنسان هو من يقترح دوما ويقدم الحلول".
لا شيء إذن يقف في طريق هذا التقني الكبير والخبير لإنجاز عمله بأي ثمن، كما ينبغي وفي الوقت المناسب. فهو مصمم على المضي قدما في مساره حتى النهاية.
وعلى متن سيارته رباعية الدفع، يقطع أداروش حتى 400 كلم يوميا من الطرق الملتوية والمسالك الصعبة لإعطاء أفضل ما عنده وليمثل شركته بجدارة، وكذلك بلده المغرب. وبكل فخر، يقول هذا الإطار الذي ولج منذ سن 11 سنة المركز الإفريقي للتكوين القروي، الذي أضحى حاليا يحمل اسم (مدرسة الفلاحة بتمارة)، "أريد أن أعطي أفضل صورة عن بلدي. أنا في اتصال دائم مع شخصيات كبيرة وكذا مع الساكنة، وأحرص أن أمثل عن جدارة بلدي الذي يزخر بالعديد من المؤهلات".
ويشكل "حب الأخذ والعطاء على المستويين الإنساني والمهني" أهم العناصر التي تشكل حافزا لدى هذا المدير الإقليمي، والتي تمكنه من تجاوز الصعاب.
فإبان تواجده بالسنغال حيث كان يشرف على تسيير مقاولة كبرى، كان أداروش يضاعف الجهود خدمة للجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الإفريقي.
ولعل فتح باب منزله في وجه جميع الطلبة المغاربة في كل المناسبات والأعياد الوطنية والدينية، لمثال بسيط على الكرم الذي يتحلى به هذا الرجل الفذ، وانعكاس لحس الواجب تجاه مواطنيه ووطنه الأم.
بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في شعبة الفلاحة ثم شهادة تقني فلاحي، تابع أداروش دراسته في فرنسا حيث حصل على شهادة تقني عالي في توزيع وتسويق المنتوجات الفلاحية.
وفي 1983، حصل على شهادة عليا من كلية كلود بيرنارد بليون، قبل العودة للمغرب الذي بدأ فيه مساره المهني في شركة للمنتوجات المصبرة، قبل العمل ستة أشهر بعد ذلك في شركة متعددة الجنسيات.
وبفضل جديته وتفانيه واستقامته، حاز احترام رؤسائه وزملائه حيثما اشتغل في 25 بلدا كفرنسا، وإسبانيا، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، والسنغال وبلدان أخرى. وبذلك يعتبر مصطفى أداروش أحد أبرز الكفاءات التي تشكل مفخرة للمغرب على الصعيد الدولي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر