سيدني ـ سليم كرم
يمكن أن يثير الاستيقاظ من الحلم مجموعة من العواطف اعتمادا على ما شهده اللاوعي أثناء النوم، من مشاعر القلق إلى الرومانسية المثيرة للتفكير.
يعتقد الخبراء أن كل حلم هو تمثيل فردي لما نمر به خلال اليقظة ووسيلة نتعامل من خلالها مع عواطفنا ومخاوفنا.
تتخصص معالجة الأحلام الأسترالية مارتينا كوسيان في التحليل والتفسير، تحدثت الحاصلة على درجة في علم النفس إلى مجلة "FEMAIL" حول ما تحاول أحلامنا أن تخبرنا به وعن المعنى الخفي وراء الكوابيس والمواضيع المتكررة، ووفقًا للسيدة كوسيان، فإن الأحلام الأربعة الأكثر شيوعًا هي السقوط، والمطاردة، والجنس، وسقوط الأسنان.
وأوضحت السيدة كوسيان أن الحلم بسقوط الأسنان أو خسارتها في حادث غالبا ما يكون رمزا للقلق بشأن التغيير أو حدوث تحول رئيسي، كما يشير الموت داخل الحلم، سواء كان موت أحد أفراد العائلة أو شخص غير معروف، إلى مقاومة التغيير الكبير في الحياة، وعلى نفس المنوال، فإن تعرضك للمطاردة هي علامة على أنك تهرب أو تتجنب التعامل مع مشكلة ما في حياتك، يمكن أن تكون أيضًا رمزًا للشعور بالذنب، أما الهبوط من ارتفاع يسلط الضوء عامة إلى عدم سيطرة الشخص على حياته.
ويمكن أن تدل الأحلام الجنسية، أحد أكثر المواضيع شيوعًا، على الرغبة في أخذ سمات أو مواهب الشخص الذي تشاركه الفراش، وبالمثل، يمكن أن يشير الحلم بأنك تخون شريكك إلى اهتمامك الصفات الشخصية الجيدة لدى الشخص محل رغباتك، في حين أن تعرضك للخيانة أمر أكثر وضوحًا، إذ يمكن أن يشير إلى مشكلات عدم الأمان في علاقتك.
وتقول كوسيان: "الأحلام المتعلقة بالمياه تمثل حالة عواطفنا"، "على سبيل المثال، هل تحلم بأمواج تسونامي أم مياه هادئة؟ هذه الأحلام هي مؤشر جيد على حالتنا النفسية والذهنية خلال ساعات يقظتنا"، "عندما نحلم بأننا محاصرين في مكان ضيق لا نستطيع الخروج منه، فإنه عادة ما يكون ترجمة حرفية لما نشعر به خلال اليقظة - فالناس الذين يعانون من هذه الأحلام غالبًا ما يشعرون بأنهم محاصرون بسبب وضع قد يكون وظيفة أو علاقة أو ظرف مالي"، وتضيف: "إن الشخص الذي يحلم بالشياطين الملتوية أو الوحوش الشريرة يمكن أن يشعر بعدم الاستقرار والتوتر بسبب تلك الأحلام، لكن، في الغالب، المعنى وراء تلك الأحلام هو تمثيل لعواطف مكبوتة أو لخصائص شخصية نرغب في تغييرها في أنفسنا"، كما إن الحلم بالنقود لا يعكس دائما أمورا مالية - وفقا لما ذكرته السيدة كوسيان، فإنه غالبا ما يمثل شيئا ذا قيمة في حياتنا، مثل شيء مادي، أو سمة، أو مهارة، أو خاصية.
وتعتقد السيدة كوسيان أن الأحلام ذات أهمية حيوية لصحتنا العامة وعافيتنا لأنها "تربطنا بأفكارنا الداخلية"، "الأحلام تساعدنا على التعبير عن العواطف المكبوتة، وتجاوز الصدمات وتنظيم المزاج، أحلامنا على قيد الحياة، وكلما زاد الاهتمام بهم، كلما كشفوا لنا المزيد"، "وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من حالة حرمان من الحلم قد عانوا من علامات الانهيار العقلي وحالات ذهانية واضحة بعد أربع ليالٍ فقط دون أن يحلموا"، الناس الذين يعانون من متلازمة شاركوت-ويلبراند يفقدون قدرتهم على الحلم.
وتعتقد كوسيان أن أحلامنا هي تمثيلات لا واعية للمواقف التي نحاول تجنبها أو الأشياء التي نخشاها في حياتنا اليومية، وقالت: "هذا هو الحال خاصة مع الكوابيس والأحلام المتكررة"، "إن أحلامنا تؤكد مخاوفنا وتزيدها، وتعكس أي شيء نحاول تجنبه أثناء الاستيقاظ من أجل تزويدنا بالوعي بهذه القضايا ومن ثم مساعدتنا في التعامل معها وتجاوزها"، "سوف تصبح الكوابيس والأحلام المتكررة أكثر وضوحا وتحدث بتكرار أكثر حتى نعترف بالقضية أونتعامل معها أثناء اليقظة، يساعد علاج الحلم في حل هذه المشكلات من خلال السماح لنا بالعمل مع أبطال الأحلام للمساعدة في الابتعاد عن وعينا المتجذر المعتاد، نبدأ في رؤية وفهم التفاصيل المخفية للأشياء والشخصيات المألوفة من أجل الحصول على منظور جديد وفريد من نوعه مع زيادة الحيوية في الاستجابة للقضية."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر