ويلينغتون ـ عادل سلامة
كرّس خبير نيوزيلندي في زراعة الأشجار، أربعة أعوام من عمره لبناء كنيسة ساحرة مصنوعة بالكامل من الأشجار الحية، التي يقتلعها ويزيلها الآخرون.
وتمكن باري كوكس، باستخدام لودر خاص لجرف الأشجار، من نقل مجموعة متنوعة من الأشجار الناضجة لإنشاء كنيسة فريدة ومعقدة من الناحية الهيكلية، على موقع يملكه يبلغ مساحته 1.2 هكتار بالقرب من مدينة كامبريدج، في جزيرة شمال نيوزيلندا.
ووضع كوكس تصوراته وتقديراته الشاملة للهندسة المعمارية للكنيسة، بعد مضي عدة أعوام على ظهر دراجة نارية، لاستكشاف أوروبا وأميركا، ودفعه شغفه بالأشجار إلى محاولة إنشاء هيكل معماري من النباتات المتنوعة والمختلفة، يعكس كنيسة غير تقليدية ذات أبعاد شاسعة، مستعينًا بالنمط الشائع في بناء الكنائس.
ويتخلل الكنيسة النباتية الضوء الطبيعي بشكل كثيف، الذي ينعكس على أرضية مكونة من العشب الأخضر الساطع التي يحيطها الرخام الفاخر الذي أخذه كوكس من كنيسة عائلته، وصمم سقف الكنيسة من النباتات المزهرة ذات الأوراق المتناثرة "Cut Leaf Alder"، التي تسمح بدخول ما يكفي من الضوء لإنارة الكنيسة، حتى في أبرد أيام الشتاء.
وصمم الجدران من شجرة استرالية تدعى "Copper Sheen"، تستطيع أن تعزز المساحات الخضراء بطريقة كثيفة ومحكمة، وخصص مساحة لمقاعد تكفي 100 شخص، ومحاطة بإطار من الحديد المؤقت، والذي سيستبدله بفروع من أشجار السقف في الأعوام القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من أن كوكس صمم الكنيسة من أجل تلبية شغفه الشخصي، إلا أنه استجاب لضغوط الأصدقاء والأقارب في كانون الثاني/يناير، وفتح بوابات كنيسته النباتية الساحرة للجمهور.
وكشف أنه يمضي ثماني ساعات، لتنسيق أرضيات الكنيسة استعدادًا لعقد مراسم الزفاف، وأضاف "حتى تستعد الكنيسة لاستقبال الأحداث المهمة، أقضي خمس ساعات لجز العشب وثلاث ساعات على الأقل للتزيين والتنسيق النهائي، للوصول بالحدائق والكنيسة النباتية إلى المستوى الذي أنشده".
وكرّس كوكس حياته لإعطاء الأشجار المقطوعة والمزالة فرصة ثانية للحياة، ولذلك فإن الكثير من المساحات الخضراء التي شيدها، اعتمدت على الأشجار المزالة من المناطق المحيطة، وذكر "يعلم الناس مدى شغفي بالأشجار، ولذلك يتصلون بي لإنقاذ وأخذ أشجارهم التي قطعوها وأزالوها".
ولا تبدو حديقة كوكس التي شيدت اعتمادًا على نقل الأشجار التي سنحت لها فرصة أخرى للنضوج، أنها تبلغ من العمر أربعة أعوام، بل يبدو أن عمرها يصل إلى عقود.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر