لندن ـ ماريا طبراني
كشف الباحثون للمرة الأولى أن الخفافيش يمكنها حمل أشد الأمراض فتكًا في العالم من دون الإصابة بها، وأنها على عكس البشر لديها جهاز مناعة مفرط النشاط يعمل طوال الوقت وليس فقط في حالة العدوى مثل البشر، إذ تعد الحاضن الطبيعي لأكثر من 100 فيروس وكثير منها قاتل للبشر، منها فيروس "إيبولا" الفتّاك.
وأكد العلماء أن الخفاش مصدر لأمراض أخرى مثل متلازمة الالتهاب الرئوي في الشرق الأوسط وفيروس هيندرا، وقد أصيب بحيرة من كيفية حمل الخفافيش الفيروسات من دون الإصابة بها، واكتشف الباحثون في دراسة جديدة أن الخفافيش تمتلك عددًا منخفضًا من البروتينات التي تدعى إنترفيرون، والتي تلعب دورًا أساسيًّا في الجهاز المناعي لدى هذه المخلوقات عن البشر، ويساعد الإنترفيرون على زيادة استجابة المناعة الفطرية لدى الخفافيش حتي في حالة عدم الإصابة، ما يعتقد أنه يساعد هذه الحيوانات على عدم الإصابة بهذه الأمراض.
ويسبب وجود مثل هذه الاستجابة المناعية الثابتة في الثدييات الأخرى ضررًا على الأنسجة ما يؤدي إلى أمراض مناعة ذاتية شديدة مثل التهاب المفاصل، وذكرت أستاذ المناعة في الكومنولث العلمية ومنظمة البحوث الصناعية في أستراليا، الدكتورة ميشيل بيكر، أنه على عكس البشر والفئران التي يتم تفعيل جهاز المناعة لديهم فقط استجابة للعدوى يعمل الإنترفيرون في الخفافيش باستمرار، ما يجعلها تدافع ضد الأمراض طوال الوقت، ويعد نظام المناعة الدائم في الثدييات الأخرى أمرًا خطيرًا بالنسبة إلى الأنسجة والخلايا لكنه يعمل في وئام داخل الخفافيش.
وتم تتبع نوع من الخفافيش يعرف بـ"الخفاش من دون ذيل" ووجد أنه مصدر لوباء إيبولا غرب أفريقيا، ويعتقد أنه يستقر في شجرة بالقرب من قرية في غينيا ويدعى "ميليندو"، وأن الفيروس المسؤول عن مرض الالتهاب الرئوي الحاد والذي تسبب في 774 حالة وفاة حول العالم في الفترة من 2012 وحتى 2013 وجد في "خفاش حدوة الحصان الصيني"، ووجدت أيضًا فيروسات ميرس وهيندرا القاتلة للخيول والبشر في الخفافيش.
وفحصت الدكتورة بيكر وفريقها الجينات والجهاز المناعي لخفاش الثعلب الأسترالي والذي ارتبط بفيروس هيندرا، مشيرة إلى أن نتائج الدراسة الجديدة يمكن أن تكشف طرقًا جديدة لحماية البشر، مضيفة: عندما يرصد جسمنا كائنًا غريبًا مثل البكتيريا أو الفيروسات يتم تفعيل مجموعة من الاستجابات المناعية المعروفة باسم المناعة الفطرية، وركزنا في دراستنا على المناعة الفطرية للخفافيش لاسيما الإنترفيرون لمعرفة كيفية استجابة الخفافيش لغزو الفيروسات، ومن المثير للاهتمام اكتشاف أن الخفافيش لديها فقط ثلاثة من الإنترفيرون، والتي تمثل فقط الربع من الإنترفيرون الموجود لدى البشر.
وتابعت بيكر: واكتشفنا القدرة الفريدة للخفافيش للسيطرة على العدوى الفيروسية التي تكون قاتلة بالنسبة إلى البشر من خلال عدد أقل من الإنترفيرون، وإذا استطعنا توجيه الاستجابات المناعية في الأنواع الأخرى لتتصرف بطريقة مشابهة للخفافيش يمكننا تقليل معدل الوفيات المرتبط بمرض مثل إيبولا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر