الرباط - سناء بنصالح
عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في مدينة الداخلة المغربية ندوة حول موضوع "دور القيادات الدينية والتربية تجاه حماية البيئة"، في إطار فعاليات الدورة السنوية الثانية لمنتدى كرانز مونتانا في مدينة الداخلة المغربية.
شارك في الندوة عدد من الشخصيات الممثلة للأديان السماوية، والمؤسسات الحكومية والمدنية ذات الصلة، والخبراء والباحثين في هذا المجال.
وفي كلمة ألقيت بالنيابة عنه في افتتاح أعمال الندوة، أبرز الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أن موضوع الندوة يجمع بين 3 محاور كبرى رئيسة، أولها القيادات الدينية، وهم علماء الدين، والمسؤولون عن الشؤون الدينية، والمفكرون الذين يشتغلون بالفكر الإسلامي، والكتاب والباحثون في القضايا الإسلامية، والدعاة، والمرشدين الدينيون. وثانيها التربية، بالمفهوم الواسع، مناهجَ وبرامجَ وطرقاً للتدريس، الذي يشمل التربية الإسلامية، والتربية الوطنية، والتربية المدنية، والتربية على حماية البيئة. وثالثها حماية البيئة، بكل المفاهيم الحديثة للبيئة، وبجميع الدلالات التي تنطوي عليها هذه الحماية.
وأشار التويجري إلى أن الندوة ستعالج 4 محاور فرعية حول العلاقة التفاعلية بين المؤسسات الدينية والمؤسسات التربوية من أجل حماية البيئة، والمنهجيات التربوية في خدمة الخطاب الديني الداعي إلى حماية البيئة، والإعلام والاتصال والتربية على ثقافة حماية البيئة، والتجارب الناجحة في مجال تأهيل القيادات الدينية للإسهام في نشر الوعي المجتمعي بحماية البيئة.
وأوضح أن التربية على حماية البيئة هي الأساسُ في بناء الإنسان الواعي بمسؤوليته تجاه مجتمعه، والمقدّر للواجب الذي يتحتم عليه القيامُ به لدرء المخاطر عن بيئته الخاصة ومحيطه العام، ولتوفير الأمان للمجال الحيويّ الذي يعيش فيه، وأن التربية البيئية من المنظور الإسلامي من أنجع وسائل الوقاية، وأقوم السبل للوصول إلى استتباب الأمن البيئي على جميع المستويات؛ من خلال إيجاد الانسجام البيئي الذي منه ينبثق الانسجام العام في الحياة الإنسانية.
وذكر المتحدث ذاته أن الخبرة العملية التي "إيسيسكو" ومن تجلياتها مجموعةٌ من الاستراتيجيات وخطط العمل والوثائق المرجعية التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دوراته الست المتعاقبة- دلت على أن حماية البيئة عملية مركبة لها 3 أضلاع هي التربية، والثقافة، والقانون؛ فالتربية البانية للعقل وللوجدان وللضمير، هي التربية الدينية التي تبني الفكرَ وترشد السلوك وتهذب الاخلاق. والثقافة التي تنشر الوعي السليم، وتعزز القيم المثلى التي تدخل ضمنها، ثقافة حماية البيئة. والقانون الذي يضبط التصرف الإيجابي تجاه البيئة، ويمنع السلوك المنحرف ويردع الممارسات الضارة؛ من خلال النتائج المترتبة على التربية على حماية البيئة.
وأوضح التويجري أن هذه الأضلاع الثلاثة هي التي تضمن قيام منظومة بيئية صحيحة، يُحافظ من خلالها على البيئة في مجالاتها المختلفة.
وخلص عبد العزيز التويجري إلى أن الندوة تعقد في إطار منتدى كرانز مونتانا (الداخلة 2) بعد أقـل من سنة على انعقاد المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة في الرباط عاصمة المملكة المغربية، وبعد نحو 3 سنوات على عقد المؤتمر الدولي السابع للتربية البيئية، في مدينة مراكش، الذي كان موضوعُه الرئيس "التربية على البيئة والرهانات من أجل انسجام أفضل بين المدن والقرى" الذي شاركت فيه الإيسيسكو بأوراق عمل اعتمدت ضمن الوثائق الرسمية للمؤتمر؛ مما وفـّرَ لها إمكانات واسعة للإسهام في المجهود العام لحماية البيئة، سواء أكان على الصعيد الإقليمي أو الدولي، بحيث أصبحت الإيسيسكو بيتَ خبرة عاليَ المستوى غنيَ التجربة، موضحا أن في ذلك تعزيزا للجهود الدولية الرامية إلى نشر ثقافة السلام البيئي، ودعما للتعاون الدولي الإنساني، وبالأخص التعاون جنوب/ جنوب، الذي تنعقد في إطاره الدورة الحالية لمنتدى كرانز مونتانا، التي يزيدها انعقادها هنا في مدينة الداخلة أهميةً على المستويات كافة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر