الرباط - المغرب اليوم
بات تغير المناخ يهدد بإطالة فصل الصيف، بعد توالي موجات الحرارة بالمملكة في الموسمين الماضيين؛ وهو ما تسبب في تراجع حجم التساقطات المطرية الشتوية، وبالتالي تزايدت حدة الجفاف الذي أثر بالسلب على حقينة السدود الكبرى.
وعلى الرغم من حلول فصل الخريف فإن كل مدن البلاد تعيش طقسا حارا خلال الأسبوع الجاري، حيث وصلت الحرارة إلى 40 درجة بأغلب مناطق المملكة؛ الأمر الذي جعل الفعاليات الفلاحية تتخوف من تكرار سيناريو العام الماضي، الذي قلت فيه الأمطار.
ومن شأن ذلك أن ينعكس على الزراعة المغربية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للحفاظ على إنتاجيتها، خاصة أن مكونات التربة تضررت كثيرا بعد توالي سنوات الجفاف؛ ما يعد الأرضية لحدوث الفيضانات الطبيعية التي تتكاثر في فترات الاحتباس الحراري.
وفي هذا الإطار، قال علي شرود، خبير مناخي، إن “العالم يشهد، على امتداد السنوات الأخيرة، موجة حرارة مرتفعة؛ لكن من حسن حظ المغرب أنه يتوفر على موقع جيو-جغرافي في الشمال الغربي للقارة الإفريقية، ما يجعل طقسه معتدلا بسبب انتمائه إلى المنطقة الأورومتوسطية”.
وأضاف شرود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب تأثر بانعكاسات التغير المناخي العالمي، حيث يشهد اضطرابات مختلفة؛ بينها ارتفاع درجات الحرارة حتى في فصل الخريف، وهذا الأمر ليس اعتياديا لأنه يساهم في تأخر التساقطات”.
وواصل الخبير المناخي بأن “التساقطات المطرية باتت نادرة، وتمتد لفترة زمنية قصيرة”، مبرزا أن “المغرب يعيش ثلاثة مؤشرات تعكس فداحة التغير المناخي، حيث يتعلق الأمر بالجفاف الذي يؤدي إلى تغيير مكونات التربة؛ ما ينعكس على النباتات، وبالتالي على الموارد الزراعية”.
وذكر المتحدث عينه بأن “الأرض القاحلة تؤدي إلى الفيضانات والسيول الجارفة وانجرافات التربة”، لافتا إلى أن “المؤشر الثاني يرتبط بنقص الموارد المائية بفعل تبعات الجفاف، خاصة بالمناطق الجنوبية المعروفة بطقسها المناخي الحار بسبب السلاسل الجبلية”.
المؤشر الثالث، حسب الخبير المناخي، يتمثل في التلوث الذي اعتبره “دليلا مهما على تزايد تغير المناخ”، ليردف بأن “الكرة الأرضية استراحت من الصناعات الملوثة للهواء في فترة انتشار كوفيد-19؛ ما جعلها تستعيد توازنها الجيو-دينامي، لكن بنهاية الجائحة رجعنا من جديد إلى عز التلوث”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر