أديس أبابا-المغرب اليوم
تعد محمية جامبيلا الوطنية بإقليم جامبيلا غرب إثيوبيا ثاني أكبر موطن للحيوانات البرية بالبلاد التي تذخر بالمحميات الطبيعية. وتعتبر المحميات الطبيعية في إثيوبيا من أهم ما يميزها بدول أفريقيا، وتذخر بالحيوانات البرية المتواجدة بكثرة، كالماعز البري في منطقة شمال إثيوبيا، وحيوان الكركي في منطقة شعوب جنوب إثيوبيا، وهي من أغنى المناطق بالغابات.كما تضم حيوان واليا أيبكس والغزال البري، والظبي الوحشي، والجاموس، والثعلب الأحمر، وغيرها، بخلاف أكثر من 860 نوعا من الطيور ومحمية جامبيلا الوطنية غرب إثيوبيا، تبعد 776 كلم عن أديس أبابا، وتأسست عام 1960 بهدف الحفاظ على الحيوانات البرية بإقليم جامبيلا المتاخم لدولة جنوب السودان.
ويعمل في المحمية التي تغطي مساحة 4575 كلم مربع نحو 76 موظفا من بينهم 7 خبراء متخصصين، ويوجد بها 69 من الثدييات و327 طائرًا و7 زواحف بجانب 493 نوعًا من النباتات.لكن هذه المحمية ورغم ما تمتلكه من إمكانات والعديد من الحيوانات البرية بجميع أنواعها، إلا أن عملية الصيد الجائر وغير المقنن يهدد ثرواتها، بحسب ما كشفت عنه هيئة تنمية الحياة البرية الإثيوبية والمحافظة عليها، خلال ورشة الأسبوع الماضي، كما كشفت أن محمية غامبيلا الوطنية تتعرض لعمليات الصيد الجائر للحيوانات.ودعت هيئة تنمية الحياة البرية الإثيوبية والمحافظة عليها، أصحاب المصلحة، إلى العمل معًا لمنع الضرر الذي يلحق بالتنوع البيولوجي في محمية غامبيلا الوطنية.
وقال هينوك تاميرو، كبير الخبراء في مكتب إدارة المحمية بإقليم جامبيلا، إن هناك الكثير من الصيد غير المشروع للحيوانات في المحمية، خاصة النسور البيضاء والفيلة، مستشهدا بقتل 5 من الأفيال خلال العام الماضي. وأشار الخبير والمسؤول المحلي، إلى وجود جهود تبذل لمنع حدوث مشكلة الصيد الجائر، لكن لم يتم عمل الكثير، وفق تعبيره. من جانبه تعهد الدكتور لوي أووب، نائب رئيس مكتب الثقافة والسياحة بإقليم جامبيلا، بالتزام حكومة الإقليم بحل مشكلة الصيد الجائر، وقال: "سنعمل بالتعاون مع أصحاب المصلحة للتخفيف من التحديات التي تواجهها المحمية".
ولفت إلى أن المكتب سيركز على منع الاستثمار الزراعي والمستوطنات غير القانونية والصيد وهجمات الرعاة الأخرى عبر الحدود.بدوره شدد نائب المدير العام لهيئة تنمية الحياة البرية الإثيوبية والمحافظة عليها، سولومون ميكونين، لوكالة الأنباء الإثيوبية، على ضرورة تنسيق الجهود بين الجهات المسؤولة في الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم والمجتمع المحلي. وقال المسؤول الحكومي، إن الجهود المنسقة من قبل القادة الإقليميين والمجتمع على جميع المستويات ضرورية لمنع آثار المتنزه واستخدام الموارد للتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن المنطقة التي بها المحمية تقطنها قوميتي أجنوا والنوير بإقليم جامبيلا غرب إثيوبيا.
وأضاف: "من المهم جدا القيام بأنشطة التعبئة لمنع الآثار وتقوية شراكات بين أصحاب المصلحة"، مشيرا إلى أن محمية جامبيلا تأتي في المرتبة الثانية بعد متنزه سيرينجيتي المعروف بتدفق الماشية في إفريقيا والعالم".وفي ذات السياق حذر خبير إثيوبي من مخاطر تتعرض لها الثروة من الحيوانات البرية في محمية جامبيلا غربي البلاد، وقال كبير الخبراء في مكتب المحمية، هينوك تاميرو، لـ"العين الإخبارية"، إن محمية جامبيلا غرب البلاد تواجه عمليات صيد غير شرعية وهذا خطر يهدد المحمية. وأضاف: "هناك الكثير من الصيد الجائر خاصة بالنسبة للغزال أبيض الأذن والفيلة"، واستشهد بقتل 5 أفيال هذا العام، مستدركا: "لكن هناك جهود تبذل لمنع حدوث مثل هذه المشكلة، ولكن لم يتم عمل الكثير".
ولفت الخبير الإثيوبي، إلى أن محمية جامبيلا تتميز عن المحميات الأخرى باحتضانها عددا كبيرا من الحيوانات البرية المرضعة والطيور النادرة.وأوضح، تاميرو، أن هذه المحمية تعتبر ثاني أكثر محمية من حيث الحيوانات البرية التي تهاجر من دول لأخرى، وذلك بعد مشاهدة هجرة الحيوانات في محمية "سرينتي" من وإلى بين كينيا وتنزانيا، حيث تهاجر من محمية جامبيلا الإثيوبية بمحمية بوما بجنوب السودان المجاورة. وأضاف: "يوجد بالمحمية الغزال أبيض الأذن والتي عادة ما تهاجر من وإلى بين إثيوبيا وجنوب السودان بين شهري ديسمبر ومايو"، مشيرا إلى أن هذه المواسم تنعم خلالها المنطقة برطوبة عالية وتنبت الحشائش الملائمة لها".كما يشاهد في هذه المحمية طيور "شوفيل" النادرة التي تعيش كمجموعة واسعة، إلى جانب الزراف والأسد والفيلة والجاموس وغيره من الحيوانات البرية النادرة.
وعبر الخبير الإثيوبي، عن حزنه العميق لعدم توظيف هذه الإمكانات، وقال إن المحمية لم يستفد من ثرواتها الطبيعية حيث لم يتجاوز دخلها 8 آلاف بر إثيوبي سنويا، وأرجع ذلك لسوء البنية التحتية داخل وخارج المحمية التي لم يتم تشييدها بشكل مناسب.وأوضح أن ذلك يدفع زوار المحمية لاستخدام طائرات مروحية لمشاهدة تحركات الحيوانات البرية داخل المحمية من جانبه قال جلواك كورت، الرئيس السابق لمكتب المحمية، إن محمية جامبيلا كان بها أكثر من 550 فيلًا وأكثر من مليون غزال أبيض الأذن في الماضي، وأضاف دون أن يشير إلى الأعداد الحالية بالمحمية: "حاليا هناك علامات تدل على تناقص عدد الأفيال والغزال أبيض الأذن والحيوانات الأخرى".وتوجد بإثيوبيا أكثر من 20 حديقة أو محمية للحيوانات البرية، كحديقة شمال جبال إثيوبيا بإقليم الأمهرا، و"أومو الوطنية" بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، ومحمية "بالي بارك" العالمية بإقليم أوروميا، وتبعد عن أديس أبابا 450 كلم وتمثل أكبر المحميات إلى جانب "أواش" بإقليم عفار الإثيوبي و"غارلي بارك" بإقليم الصومال الإثيوبي، و"ماغا بارك" بإقليم جنوب إثيوبيا، و"قفتا شراوو" بإقليم التجراي. هذا بالإضافة إلى العديد من الحدائق والمحميات التي تتوزع على الأقاليم الإثيوبية الـ10، بالإضافة إلى إدارتي أديس أبابا ودريداو، اللتان تتمتعان بحكم منفصل عن الأقاليم.
قد يهمك أيضا:
قطة تنقذ طفلًا من الموت ببوكارامانغا في كولومبيا
"موكب البطاريق" تجربة ترفيهية مجانية مع الحيوانات في العين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر