تونس - أسماء خليفة
تغرق شوارع العاصمة تونس هذه الأيام في تراكم الفضلات بعد إضراب مفاجئ شنّه عمّال النظافة منذ 10 كانون الثاني/يناير الجاري. وهو الإضراب الذي تبرّأت منه الجامعة العامة لعمال البلديّة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأكدّ كاتب عام الجامعة ناصر السالمي، أن هناك عناصر أجبرت عمّال النظافة على
عدم مباشرة مهنتهم في رفع القمامة في محافظات تونس الكبرى وصفاقس وسوسة. وأشار إلى أنّ تلك العناصر هم ملتحون وأعضاء في رابطات حماية الثورة القريبة من الحزب الإسلامي الحاكم، وتعمّدوا الوقوف دون مباشرة عمّال النظافة لنشاطهم. مؤكدًا أنّ وزارة الداخليّة تقدمت بشكوى ضدهم.
وأوضح "حصل مساء الأربعاء في باب سعدون وباب العسل والدوائر البلدية بصفاقس وڤفصة وسوسة أنّ تصدت جماعات من روابط حماية الثورة لعمّال البلدية في ساعة متأخرة من الليل لمنعهم من ممارسة العمل، فبادر عمّال النظافة بالتصدي لهم واتصلوا بالقيادة النقابيّة لطلب الحماية فتوليتُ الاتصال بقوات الأمن في الحال".
وأكدّ عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل حفيظ حفيظ، أنّ عناصر مجهولة بصدد تهديد عمّال النظافة بالأسلحة البيضاء لمنع مباشرتهم لمهنتهم.
وترافق هذا الوضع الملوث لشوارع تونس مع إحياء الذكرى الثالثة للثورة، الأمر الذي أضفى مشهدًا حزينًا على احتفل التونسيين بعيد الثورة. واهتدى البعض إلى فكرة حرق أكداس القمامة في فضاءات تجميعها لمنع انتشار الأوبئة والجراثيم، وهو ما حذّرت منه وزارة الصحة العموميّة في بيان رسمي أصدرته، جاء فيه تأكيد "خطورة تواصل ظاهرة تراكم الفضلات المنزلية في العديد من المدن والأحياء محذرة من انعكاساتها السلبية الخطيرة على الصحة العموميّة". وحذرت الوزارة من "تراكم الجراثيم والقوارض والحشرات التي يمكن ان تنقل العديد من الأمراض والإصابة بأمراض خطيرة على غرار الجهاز التنفسي والقلب والشرايين والسرطان جراء استنشاق الملوثات الناتجة عن عملية الحرق العشوائي".
ودعت إلى "الامتناع عن حرق الفضلات لما لها من تداعيات خطيرة على الصحة، إذ ينتج عن هذه العمليّة انبعاث جسيمات دقيقة ومواد وغازات سامة في الهواء".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر