الدار البيضاء - سعيد بونوار
الدار البيضاء - سعيد بونوار
تواجه ماكاك سيلفانوس أو "زعطوط" كما يسميها المغاربة الأمازيغ يومياً، شتى أنواع العنف، بتقتيلهم وتعذيبهم وصيدهم وتهريبهم خارج المغرب، فبعد أن كانت أعدادهم تفوق الـ 13 ألفاً، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، باتوا اليوم أقل من 5 آلاف.قد يظن البعض أننا نرصد مشكلة أقلية أو جماعة من البشر، إلا أن الأمر يتعلق بحيوان، تكاد نفسيته تشبه نفسية الإنسان في ميله إلى العيش الجماعي الأُسري
وفي الشعور بالاكتئاب حال تفرده عن المجموعة.
إنها فصيلة نادرة ومتفردة من القردة والوحيدة في العالم التي تعيش في جبال الريف المغربية وبخاصة في المناطق الجبلية في غابات السلسلة الكلسية على مقربة من تطوان والمضيق والفنيدق وشفشاون والعرائش، وحياتها شبيهة بحياة الإنسان، وفصيل هذا النوع من القردة ينتمي إلى الحقبة القديمة.
وتعود أسباب الخوف من الانقراض التام لهذا الصنف إلى "تدخلات إنسانية مباشرة وغير مباشرة، وتعرض نحو 300 من صغارها كل عام للصيد لقصد بيعها أو تهريبها بطرق غير مشروعة"، كما أن أعداداً منها تستعمل في السحر والشعوذة، إذ يتوهم الكثيرون أن مخ هذا النوع من القردة يجلب الحظ، ويطوع الأزواج، ويصرف عنك احتجاجات المدير ... ، كما أن البعض يتخذ من هذه القردة المسالمة "بهلوانات" لصناعة الفُرجة الشعبية، كما هو حاصل في ساحة "جامع لفنا" في مراكش وساحة "لهديم" في مدينة مكناس.
ووفق ما جاء في دراسة قامت بها جمعية المحافظة على قردة زعطوط في جبال الريف٬ والمركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربويين في المغرب، فإنه "لا يمكن تعويض ما انقرض منها٬ إذ أن كل صغير يُنتزع من مجموعته يعاني أضراراَ جسديةَ ونفسيةَ طوال حياته، ما يدفعه لإلحاق أضرار جسدية بنفسه وبالتالي النفوق".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر