الرباط - المغرب اليوم
عمّقت التساقطات المطرية التي تعرفها مدينة الدار البيضاء هذه الأيام معاناة الكثير من المواطنين، خصوصا القاطنين في الأحياء الصفيحية المهمشة التي تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم.
ووجد الكثير من قاطني “الكاريانات” بعدد من مقاطعات الدار البيضاء، أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه جراء التساقطات المطرية التي أدت إلى اختناق بعض مجاري الصرف الصحي، ناهيك على تضرر بعض الأسر من مياه الأمطار.
وتزداد معاناة ساكنة هذه المناطق بالدار البيضاء، المهمشة أصلا، مع كل فصل شتاء، حيث يقضون الليل بدون نوم مخافة أن تغمر المياه براريكهم على غرار مواسم سابقة، ناهيك على ما تتسبب فيه مجاري الصرف الصحي من معاناة جراء اختناقها.
وأخرجت هذه الوضعية الهشة مطالب فعاليات مدنية وحقوقية بالدار البيضاء للسلطات المحلية والمنتخبة، من أجل رفع التهميش عن قاطني هذه الأحياء الصفيحية في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة.
وسجلت فعاليات مدنية ومنتخبة وجود تقاعس من طرف السلطات المختصة لإنهاء ملف دور الصفيح ووقف معاناة قاطنيها، لا سيما في ظل التساقطات المطرية التي تغرق “براريكهم”.
وفي هذا الصدد، أكد عزيز الحاج، رئيس الهيئة الحقوقية للعدالة المجالية، أن قاطني هذه الكاريانات يعيشون وضعا مأساويا مع كل تساقطات مطرية، إذ تغمر المياه “منازلهم” وتحولها إلى شبه مسابح؛ الأمر الذي يجب أن يحرك المسؤولين للقضاء على هذا الوضع.
وشدد رئيس الهيئة، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المنتخبين “يقدمون وعودا كاذبة لقاطني هذه الكاريانات خلال الحملات الانتخابية، دون أن يعملوا على تمكينهم من الاستفادة من السكن اللائق”.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن “المواطن الذي يقطن هذه البراريك يحتاج إلى سكن لائق لتحسين وضعيته، وتجاوز المعاناة التي يعيشها في هذه الظروف القاسية؛ لكن للأسف يواجه بالوعود الكاذبة من طرف المنتخبين”.
من جهته، دعا حسن السلاهمي، المستشار الجماعي بمقاطعة الحي الحسني، السلطات المختصة إلى التسريع بعملية إيواء وتأهيل هذه الكاريانات من أجل منح قاطنيها الحقوق المخولة لهم دستوريا والمتمثلة في السكن اللائق.
وسجل السلاهمي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العديد من دور الصفيح على مستوى الحي الحسني تعيش وضعا كارثيا مع تهاطل الأمطار؛ ما يستوجب التدخل السريع لإنهاء أزمتها وعدم استغلالها كورقة انتخابية.
وعبر المستشار المذكور عن استغرابه من أن منطقة الحي الحسني، التي تعد قطبا ماليا اقتصاديا، تعرف وجودا كبيرا لهذه البراريك التي تسيء إلى الصورة التي يجب تقديمها عن العاصمة الاقتصادية؛ ما يتطلب إيجاد حلول لها على وجه السرعة.
قد يهمك أيضاً :
وزارة الفلاحة المغربية تؤكد أن التساقطات المطرية تُبشر بموسم جيد ومخزونات السدود تتجاوز 30 في المائة
مقاييس الأمطار بالمغرب خلال 24 ساعة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر