لندن -المغرب اليوم
أظهرت دراسة جديدة أن تغير المناخ قد يتسبب في نمو آذان ومناقير وذيول أكبر للحيوانات في جميع أنحاء العالم، حيث يجبر كوكبنا الذي يشتد حرارة الحيوانات على «تغيير شكلها» بسرعة من أجل البقاء على قيد الحياة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وأظهرت عقود من مراقبة كيفية تكيف الحيوانات مع ظاهرة الاحتباس الحراري أنه مع احتمال مواجهة ثلث الأنواع للانقراض، يغير الكثيرون أنماط تكاثرهم وهجرتهم لتجنب المستويات الجديدة من الحرارة، وفي بعض الحالات، يتقلصون لتحسين تنظيم أجسامهم لدرجات الحرارة.
في ظاهرة تُعرف باسم قاعدة ألين، تميل الحيوانات في المناخات الأكثر دفئاً إلى امتلاك ملاحق أكبر - مثل الأذنين والمناقير والساقين وذيول - والتي يمكن استخدامها لتبديد الحرارة.
في حين أن الملاحق غالباً ما تحتوي على عدد أقل من الريش أو الفراء، مقارنة بالأجزاء الأخرى من أجسام الطيور والحيوانات، إلا أنها تتمتع أيضاً بمزايا أخرى. على سبيل المثال، تستطيع الأفيال ضخ الدم الدافئ إلى آذانها المليئة بالأوعية الدموية، ثم ترفرف بها لتفريق الحرارة. كلما زاد حجم الملحق، يمكن تبديد المزيد من الحرارة.
في بحث جديد، أفاد العلماء بأنهم وجدوا «أدلة واسعة الانتشار» على التغيرات في أحجام هذه الأعضاء استجابة للاحتباس الحراري - «من القطب الشمالي إلى المناطق الاستوائية في أستراليا».
وحلل العلماء سجلات المتاحف لأجسام الحيوانات وراجعوا التحليلات طويلة المدى للحيوانات البرية، والتي كشفت عن العديد من الحالات التي نمت فيها بعض الملاحق بسرعة خلال فترة زمنية قصيرة.
في حين أن حالات «التحول السريع في الشكل» هذه غالباً ما تُعزى سابقاً إلى التغيرات في الموائل أو النظام الغذائي، فإن تغير المناخ هو «المتغير الموحد الوحيد»، الذي يمكن أن يفسر سبب حدوث التغييرات في العديد من الأنواع المختلفة في جميع أنحاء العالم، وفق ما قالته المؤلفة الرئيسية للدراسة سارة رايدينغ.
وقالت رايدينغ، طالبة دكتوراه في علم الطيور بجامعة ديكين الأسترالية: «في كثير من الأوقات عندما يُناقش تغير المناخ في وسائل الإعلام الرئيسية، يسأل الناس: هل يمكن للبشر التغلب عليه؟ أو ما هي التكنولوجيا التي يمكن أن تحل هذه المشكلة؟».
وتابعت: «لقد حان الوقت لأن ندرك أن على الحيوانات أيضاً التكيف مع هذه التغييرات، ولكن هذا يحدث على مدى زمني أقصر بكثير، حيث إن تغير المناخ الذي خلقناه يضغط عليهم كثيراً، وبينما تتكيف بعض الأنواع، لن تتكيف أخرى».
وقالت رايدينغ إن الزيادات في حجم الملاحق التي شوهدت حتى الآن «صغيرة جداً» عند أقل من 10 في المائة و«من غير المرجح أن تكون ملحوظة على الفور».
وأضافت: «ومع ذلك، من المتوقع أن تزداد الملاحق البارزة كالأذنين في الحجم - خاصة لدى حيوانات مثل الفيلة».
ويأمل العلماء أن تساعد أبحاثهم في التنبؤ بالحيوانات التي يمكن أن تكون أكثر عرضة لنمو الملاحق السريع، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على أنظمتها البيئية الأوسع.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر