مع اقتراب موعد قمة المناخ COP27، لم يكن في الحسبان ما تعانيه الدول الغنية مؤخرًا من تداعيات التغير المناخي، وبخاصة الجفاف الذي شهده نهر الراين في أوروبا وأيضًا أنهار الصين، حيث ستؤثر تلك الأحداث في مطالب الدول النامية بتعويضها عن الخسائر والأضرار التي تكبدتها بسبب تغير المناخ.يأتي ذلك فيما تركز الدول الصناعية الكبرى في أوروبا على تخصيص موازنات بالمليارات لمواجهة تداعيات أزمة الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء ووسط توقعات بانقطاع تام في إمدادات الغاز الروسية.
وفي خطوة تمهيدية لاستكشاف مستقبل التمويل المستدام، من جانب الحكومة المصرية، تنطلق الأربعاء فعاليات مُنتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF2022، خلال الفترة من 7-9 سبتمبر بمشاركة دولية رفيعة المستوى من المؤثرين في العمل المناخي ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية ومسؤولي الأمم المتحدة.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي المصري الدكتورة رانيا المشاط، أن العديد من الوزراء الأفارقة سيشاركون في هذا المنتدى بإسهامات واضحة؛ وذلك للخروج بتوصيات وأفكار بنّـاءة حول الأولويات التنموية على مستوى جهود العمل المناخي والتمويل المبتكر والمختلط، بالإضافة إلى مناقشات فعالة حول جهود الأمن الغذائي، بالتركيز بشكل خاص على قارة إفريقيا، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في جهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وأضافت المشاط، أن النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF2022 تبحث 3 محاور رئيسية في إطار أهداف الرئاسة المصرية لقمة المناخ COP27، وهي الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، حيث يسلط المنتدى الضوء على حشد وتعزيز القدرة على الوصول للتمويلات، في ظل أهمية التمويل المناخي لتسريع وتيرة أجندة المناخ على مستوى العالم، كما أن الوصول إلى موارد تمويل إضافية ضرورية لتحقيق طموحات اتفاق باريس للمناخ، وعلى التركيز على الأدوات المبتكرة لحشد التمويلات وتحفيز مشارك القطاع الخاص من خلال الاستثمارات، وضمان الوصول العادل للتمويل من قبل الدول النامية بشكل عام، وقارة إفريقيا بشكل خاص.
تشهد النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF واجتماع وزراء المالية والبيئة الأفارقة، المقرر انطلاقها الأربعاء بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكثر من 20 فعالية ما بين جلسات نقاشية وموائد مستديرة وورش عمل، بالتعاون مع شركاء التنمية والمؤسسات الدولية، وذلك في إطار تعزيز المناقشات وخلق الشراكات البناءة الهادفة لدفع التحول الأخضر في قارة إفريقيا، وتحفيز العمل المناخي، وحشد جهود المجتمع الدولي نحو تمويل المناخ في القارة، كما تعقد لأول مرة في النسخة الثانية من المنتدى 3 ورش عمل تدريبية بهدف تبادل الخبرات والتجارب ومناقشة السياسات.
ومن المقرر أن يتضمن مُنتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF، 6 جلسات نقاشية حول عدد من الموضوعات المحورية وهي: سبل الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، وترجمة الالتزامات المالية إلى فرص استثمارية في قارة إفريقيا، الأولويات الوطنية لدول قارة إفريقيا في أجندة العمل المناخي، آليات خفض تكلفة التمويل الأخضر والمستدام، مبادلة الديون للاستثمار المستدام، الطريق إلى يوم التمويل بالدورة 27 من قمة المناخ.. تعزيز التمويل المناخي المبتكر، وأخيرًا الاستثمار في البنية التحتية المستدامة لتحقيق الانتقال العادل.
كما تضم أجندة فعاليات المنتدى 7 ورش عمل خلال أيام المنتدى، يضم اليوم الأول ورشتي عمل عن الابتكار لتحفيز العمل المناخي، والأمن الغذائي والزراعة في ظل التغيرات المناخية. في حين يضم اليوم الثاني للمنتدى 4 ورش عمل عن آليات الموازنة العامة المستدامة لتمويل المناخ، الاقتصاد الأخضر ومتطلبات سوق العمل، تطوير سلاسل القيمة الإقليمية في إطار منطقة التجارة الحرة الإفريقية وتعزيز جهود التكيف المناخي، مشاركة القطاع الخاص في مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، ويضم اليوم الأخير للمنتدى واحدة عن التمكين الاقتصادي للمرأة في أجندة العمل المناخي.
ومن المقرر أيضًا أن تُعقد 3 موائد مستديرة، اثنان منهما يستعرضان المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي" محور الارتباط بين المشروعات الخضراء في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، لتعزيز التمويلات التنموية والفُرص الاستثمارية في المشروعات بهذه القطاعات الحيوية، وهو البرنامج الذي أطلقته وزارة التعاون الدولي، بالتنسيق مع وزارة البيئة خلال يوليو الماضي، في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050. كما تُعقد مائدة مستديرة أخرى حول الجهود التي تقوم بها وزارة التعاون الدولي لتحفيز التمويل المبتكر والتمويلات المختلطة في ضوء الاستعدادات لقمة المناخ.
ولأول مرة خلال النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF، تُعقد 3 ورش عمل تدريبية لتبادل الخبرات والتجارب والمعرفة ومشاركة السياسات بشأن المناخ والتنمية في ضوء التعاون الثلاثي والتعاون بين بلدان الجنوب.
وتُعقد ورشة تدريبية بالشراكة مع صناديق الاستثمار في المناخ CIF، بهدف تحفيز مشاركة القطاع الخاص في مشروعات وأنشطة التكيف مع التغيرات المناخية ببلدان الجنوب، حيث تجمع الورشة بين الأطراف ذات الصلة من البلدان قارة إفريقيا (ممثلي حكومات أوغندا وزامبيا والنيجر ومدغشقر)، بالإضافة إلى نظرائهم من مصر، وكذلك القطاع الخاص، بهدف مشاركة السياسات والممارسات الناجحة لتحفيز مشاركة القطاع الخاص في جهود التكيف في مجالات الزراعة والمياه والطاقة.
كما تُعقد ورشة عمل تدريبية على مدار يومين لتبادل المعرفة والخبرات حول التمويل المختلط بالشراكة مع الشبكة الدولية للتمويل المختلط (CONVERGENCE). بالإضافة إلى ورشة ثالثة حول دمج التكيف مع التغيرات المناخية في سياسات التنمية الدولية، بالتعاون مع إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة UNDESA، حيث سيتم تعزيز عملية بناء القدرات في دول إفريقيا بشأن جعل التعاون الإنمائي أكثر مرونة ووعيًا بالمخاطر التي يمثلها التغير المناخي، لا سيما في قارة إفريقيا.
من جانبها، أكدت مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية خالدة بوزار، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن الأمم المتحدة وبرنامجها الإنمائي يسعدهما رصد المزيد من الموارد والدعم الفني لتتمكن الرئاسة المصرية لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ من الاضطلاع بمسؤولياتها بنجاح، مشيرة إلى الحاجة المُلحة لتعزيز التعاون الدولي في سبيل معاونة الدول النامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تُعد من أهم أولويات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.
كما يشارك المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، في منتدى التعاون المصري الدولي (مصر - ICF) والذي سيضم وزراء المالية والبيئة الأفارقة، وصانعي السياسات العالميين والوزراء وشركاء التنمية، وغيرهم من المشاركين قبيل انعقاد مؤتمر COP27 لمناقشة العمل المناخي والتحول الأخضر والأمن الغذائي، وغيرها مع إيلاء اهتمام خاص لإفريقيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
لعبة فيديو تتيح لعب دور أحد قادة العالم المشاركين في قمة المناخ لإتخاذ قرارات بشأن البيئة
بايدن يتعرض للسخرية بعدما غلبه النعاس خلال قمة المناخ في غلاسكو
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر