تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

مع تبادل وصفات لصنع سموم بمواد كيميائية لقتله

تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا

الدب البني
بوخارست - عادل سلامه

بالرغم من الحظر الوطني للصيد، أصبح السلوك نحو الدببة عدوانيا على نحو متزايد، حيث قرر بعض القرويين النائيين التعامل مع هذا الأمر وفقا لما يريدون.وعلى قمة جبال الكاربات، تعرض حارس غابة يدعى كسابا ديميتر أثناء مغادرته الغابة ليلا في بداية هذا الصيف لهجوم من الدب البني من الخلف، وثبته على الأرض، وغرز أسنانه في أطرافه، ومزق ظهره تمزقات عميقة بمخالبه، غطى ديميتر رأسه بمعطفه ومثل أنه ميت، وكتم أنفاسه وصلب أطرافه بينما أخذ الدب يحفر في لحمه، ومرت خمس دقائق قبل أن يتخلى الحيوان عن جسده ويعود إلى الغابة مرة أخرى ببطء، تاركا الحارس بين الحياة والموت فوق الجبل.

تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا

أدلى ديميتر بقصته مرات عديدة للصحافيين، الذين نشروها لتصل إلى الآلاف من القراء في جميع أنحاء الريف في رومانيا، وهذا ليس لأن قصته فريدة من نوعها، فهجمات الدببة شائعة نسبيا في رومانيا، وقبل بضع سنوات كانت بالكاد تُعرض في الأخبار المحلية، ولكن في الأشهر الأخيرة تغير الموقف تجاه الدببة، وارتفعت الشهية لعرض قصص هجمات الدببة كثيرا.

فعندما تغادر المدن سريعة النمو في رومانيا، وتتوجه إلى المناطق النائية من ترانسيلفانيا سيصبح واضحا ماذا يعني هذا، ففي المدن الصغيرة التي تعود إلى العصر الشيوعي وتقع في سفح الكاربات، تتجمع الحشود لسماع السياسيين يتحدثون عن عقاب "الدببة المسببة للمشكلات"، ويعدون بالقيام بإجراء سياسي للتعامل مع الحيوانات، وبعيدا عن التلال، حيث عشرات القرى النائية البعيد عن العالم، بدأ الناس في التعامل مع الأمر بأيديهم، مع تبادل وصفات لصنع سموم محلية لقتل الدببة.

ويحتوي السم المثالي على شيء حلو وذي رائحة نفاذة لجذب انتباه الدب، مختلط مع مواد كيميائية قوية بما فيه الكفاية لقتل حيوان يزن 300 كغم، وببطء شديد لضمان أن ينهار الدب على بعد أميال كثيرة، وقد تحدث العديد من القرويين إلى "غارديان"، ورأوا جميعا أن قتل الدببة ضرورة حتمية، وأن الحكومة قد تخلت عنهم ليدافعوا عن أنفسهم، والدببة تمثل تهديد لا يمكن تجاهله، فيما يسود الاعتقاد أن أكثر من 6000 دب بني يعيشون في رومانيا على طول سلسلة الجبال التي تمتد 500 ميلا، ولأكثر من 25 عاما بعد سقوط الشيوعية في عام 1989، تركت الحكومة إدارة الحيوانات للمئات من جمعيات الصيد الإقليمية، وفي كل عام، تقدم الجمعيات تقريرا بعدد الدببة في منطقتها، فضلا عن عدد الدببة التي تُعد خطيرة على البشر، وبناء على ذلك تُرصد الحصة المخصصة لكل جمعية الصيد، والتي من شأنها أن تتجاهل صيد الدببة المسببة للمشكلات، في مقابل تحويل الجمعيات لشركات صيد خاصة تخدم الصيادين من جميع أنحاء العالم.

تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا

وفي أكتوبر /تشرين الأول الماضي، اتخذت الحكومة الرومانية قرارا مفاجئا بحظر صيد الدببة وغيرها من آكلات اللحوم الكبيرة، إذ زعمت وزيرة البيئة المعينة حديثا كريستيانا باسكا بالمر أن "الصيد من أجل المال كان غير قانوني بالفعل، ولكنه كان متاح على أية حال"، كما زعمت أن فكرة قيام الحكومة بحماية المواطنين من الدببة مجرد غطاء لصناعة الصيد، ولا يستند إلى شيء سوى علوم زائفة، ولكن انتهى التفاؤل سريعا، ففي الـ12 شهرا التي انقضت منذ الحظر، نمت حركة تدعو إلى إعدام الدببة على نطاق واسع وحصلت على زخم، مما حول المشكلة المطروحة بشأن الدببة من نقاش سياسي إلى ما وصفه زعيم الحركة كسابا بوربولي بأنه "شيء من قبيل الحرب".

وفي مقاطعة هارغيتا، وهي منطقة يمكنك الشعور فيها بوجود الدببة حقا، كل شخص تقريبا لديه قصة ليقولها عنها، من امرأة تشرح كيف استيقظت في ليلة من ربيع هذا العام لتجد دب بني يزن 200 كغم يتجول حول مرحاضها، إلى مئات المزارعين الذين يتقدمون للحكومة كل عام للحصول على تعويض عن فقدان الماشية والمحاصيل.

تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا

وقد صعد بوربولي رئيس المقاطعة إلى الشهرة والقوة من خلال إطلاق الوعود حول "استعادة التوازن الطبيعي" بين الدببة والناس، حيث يدعي أن عدد هجمات الدببة على الأشخاص والمحاصيل والماشية في المنطقة قد تضاعف في الأشهر الـ12 التي انقضت منذ حظر الصيد، حيث بلغ عدد الهجمات على الأشخاص والمحاصيل والماشية 263 حادثا حتى الآن هذا العام، وهو يرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في أعداد الدببة الناجمة عن اعتبارها فصائل محمية، و"التدهور الوراثي والسلوكي" لدى الدببة التي تدخل إلى المجال البشري دون عقاب كما يزعم، وقد رفض العلماء في رومانيا وخارجها هذا التحليل على نطاق واسع، ولكن في ريف رومانيا صوت أن بوربولي له التأثير الأعلى.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا تزايد مخاوف القرويين من هجمات الدب البني في رومانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 07:14 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على امرأة محجبة في محطة لمترو الأنفاق في فرنسا

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib