علماء ومتطوعون يكافحون لإنقاذ نهر «واي» جنوب ويلز من كارثة بيئية
آخر تحديث GMT 03:46:16
المغرب اليوم -

علماء ومتطوعون يكافحون لإنقاذ نهر «واي» جنوب ويلز من كارثة بيئية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علماء ومتطوعون يكافحون لإنقاذ نهر «واي» جنوب ويلز من كارثة بيئية

صورة تعبيرية لنهر
لندن - سليم كرم

على ضفاف نهر واي، على الحدود بين إنجلترا وويلز، ألقى بات ستيرلنغ زجاجة بلاستيكية مربوطة بحبل لأخذ عينات من المياه، والهدف: إنقاذ النهر من كارثة بيئية.

وقال ستيرلنغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وضع النهر آخذ في التدهور. ما سيحصل تالياً هو موته جزئياً، ثم سينتهي به الأمر ميتاً تماماً».

في منبع النهر ومصبّه، يقوم 250 شخصاً آخر بالأمر نفسه لاختبار نوعية المياه. ويعتقد هؤلاء المتطوعون أنه بعد تجاهلها لسنوات، ساهمت بياناتهم أخيراً في الإقرار بوجود مشكلة تلوث في النهر ناجمة بشكل أساسي عن السماد من مزارع الدواجن المحلية.

يتدفّق نهر واي الذي يمتد على مسافة 250 كيلومتراً من منبعه في وسط ويلز حتى مصب نهر سيفرن عبر الريف ليوفر مناظر طبيعية خلابة.

في عام 2020، بدأ العديد من الأشخاص يلاحظون أن الحجارة الملساء في قاع النهر أصبحت «لزجة»، وفق ستيرلنغ.

انخفضت أعداد الطيور والحشرات، ولاحظ الصيادون أن الأسماك أصبحت أصغر، لكن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه كان اختفاء «الحوذان» المائي، وهو نبات مزهر كان يملأ النهر.

اعتقد السكان بداية أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة هي المسؤولة عن ذلك، لكن نظراً إلى أنه لم يتغير شيء في طريقة تشغيلها، استنتجوا في نهاية المطاف أن المشكلة تكمن في مكان آخر.

وهم يستندون الآن إلى دراسة سلطت الضوء على العدد الكبير من مزارع الدواجن التي ظهرت على طول النهر في السنوات الأخيرة.

وبحسب بات ستيرلنغ والناشطين الآخرين، يوجد الآن 20 مليون طائر في مزارع المنطقة، موزعة في أكثر من 760 وحدة. ويرسل الدجاج إلى مصنع الأغذية الزراعية المحلي الذي تديره مجموعة «أفارا فودز»، وهي الشركة التي تزود خصوصاً متاجر «تيسكو» في المملكة المتحدة.

حوّل ستيرلنغ تركيزه على هذه المشكلة بعد الإبلاغ عن حادث تلوث في النهر. واكتشف «رائحة فظيعة» و«مادة مقرفة» في المياه. وسمحت عينات بتحديد مواد متأتية من مزرعة قريبة.

يحتوي السماد الذي تنتجه حظائر الدواجن على مستويات عالية من الفوسفور الذي يؤثر بكميات زائدة على نوعية المياه. ومع ذلك، فإن السماد المنتشر على الأراضي الزراعية ينتهي به المطاف جزئياً في النهر.

والعام الماضي، قال العالم بول ويذر من جامعة لانكستر للنواب البريطانيين إن مستويات الفوسفور في نهر واي كانت «أعلى بنسبة 60 في المائة تقريباً من المتوسط الوطني».

وفي مايو (أيار)، قررت هيئة «نايتشرل إنغلاند» التي تقدم المشورة للحكومة، تصنيف المجرى المائي على أنه نهر في حالة «تدهور»، لكن بالنسبة إلى ستيرلنغ، فإن هذه الهيئة لم تتحرك إلا بسبب ضغوط من ناشطين و«علماء مواطنين» مثله. وأضاف: «لم تكن لتفعل شيئاً لو لم نشارك في إجراء الاختبارات».

ويجب على السلطات الآن التحرك بشكل عاجل وتفعيل «الروافع» الصحيحة، على حد قوله، لكن رغم ذلك، ما زالت هناك بعض المؤشرات الإيجابية. ففي رسالة إلى المزارعين هذا الشهر، قالت مجموعة «أفارا فودز» إن العقود ستُعدَّل بحيث لا يكون ممكناً بيع السماد في منطقة مستجمعات مياه النهر.

وأوضحت أن الهدف هو التأكد من أن «سلسلة التوريد لدينا لم تعد جزءاً من المشكلة بحلول عام 2025».

وقالت «أفارا فودز» لوكالة «فرنس برس» إنه رغم أنها ليست «ملوثاً مباشراً»، فإن الشركة «تدرك التأثير المحتمل» لنشاطاتها.

بالنسبة إلى ستيرلنغ، فإن رد المجموعة مرتبط بقرار قضائي في الولايات المتحدة ضد شركة الأغذية العملاقة «كارغل» ومجموعات أخرى منتجة للدواجن، صدر بعد التأكد من أنها مسؤولة عن تدهور نهر إلينوي.

في الوقت الحالي، سيواصل ستيرلنغ وفريقه من المتطوعين اختباراتهم على أمل إحداث تغيير جذري وإنقاذ النهر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اكتشافات أثرية في المملكة المتحدة توضح سر الاهتمام بالمظهر على مر العصور

حرائق الغابات تُجبر كندا على إخلاء مدينة بأكملها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء ومتطوعون يكافحون لإنقاذ نهر «واي» جنوب ويلز من كارثة بيئية علماء ومتطوعون يكافحون لإنقاذ نهر «واي» جنوب ويلز من كارثة بيئية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib