الرباط ـ المغرب اليوم
أفرجت جامعة “ريدينغ” البريطانية عن قاعدة بيانات تتضمن معطيات تخص تطور منسوب الحرارة بعدد من أقطار العالم، بما فيها القارة الإفريقية، واضعة بذلك خطاطات زمنية لارتفاع درجة الحرارة بكل دولة على حدة.
ويعد المغرب من بين هذه الدول التي خضعت للتدقيق العلمي والإحصائي لتطور ارتفاع درجة الحرارة بها، حيث كشفت المعطيات التي تتضمنها قاعدة البيانات العلمية للجامعة البريطانية المذكورة وصول درجة الحرارة بالمملكة إلى اللون الأحمر الداكن، بعد أن كانت في وقت سابق مستقرة في حدود المستوى الأزرق الفاتح ثم الداكن ثم البرتقالي.
وحسب الإحصائيات نفسها، فإن تطور منسوب الحرارة بالمملكة بدأ بشكل رسمي منذ العشرينية الأخيرة من العقد الماضي، بعد أن كان قبل ذلك في مستويات عادية وغير مقلقة، في وقت تقدم المعطيات ذاتها لمحة بصرية عن الحرارة خلال الفترة الممتدة ما بين 1874 و2023.
وبينت معطيات الصرح العلمي سالف الذكر، والتي عمل على تنسيقها الأكاديمي المختص في الشؤون المناخية إدوارد هاوكينز، وجود سنوات في الفترة التي سبقت سنوات السبعينيات عرفت ارتفاعات في درجات الحرارة؛ لكن بقيت في مستويات برتقالية فاتحة.
ودائما وفقا للمرجع البريطاني ذاته، تراوحت نسبة ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من بداية الألفية الحالية ما بين 0,5 درجات ودرجتين في أقصى الحالات، بما يرفع من طبيعة المخاطر إلى درجة الأحمر الداكن؛ وهو ما سبق أن لفتت إليه تقارير عدد من المؤسسات الوطنية وكذا الأممية التي تتحدث عن تنامي المد الحراري وبداية مرحلة مناخية غير مسبوقة.
تفاعلا مع الموضوع، قال فؤاد الزهراني، دكتور مختص في علوم البيئة والتنمية المستدامة، إن “هذه المعطيات جاءت لتؤكد بالفعل مدى وجود تغير في المناخ الوطني والعالمي ككل ومدى كون المغرب دخل بالفعل منذ مدة في مرحلة مناخية مقلقة وصرنا نعيش تهديدات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة التي تهدد أمننا الغذائي والمائي وترفع من منسوب الهجرة وتركز الكثافة السكانية في مناطق بعينها”.
وأضاف الزهراني، في تصريح ، أن “المناخ بالمغرب يتجه نحو القسوة تزامنا مع توالي سنوات الجفاف وجفاف السطح، مما بات يبين أن التغيرات المناخية ملموسة وبالفعل هي واقع كانت دائما المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث تنبه له”.
وزاد المتحدث: “خلافا لما جاء في المعطيات، فإنه يجب ألا نصل إلى مرحلة الزيادة في الحرارة بواقع درجتين مئويتين كل سنة، حيث إن المعدل العادي يتراوح ما بين 0,5 درجات ودرجة واحدة؛ غير أننا لاحظنا أن الارتفاع وصل إلى درجتين خلال آخر سنة، وهو ما يبرز أننا بالفعل وصلنا إلى مرحلة الصعوبة المناخية”.
وذكر المختص في علوم البيئة والتنمية المستدامة سالف الذكر أن “الأيام الجافة باتت ترتفع على مدار السنة، وصرنا نسجل تراجع عدد الأيام المنخفضة الحرارة أو الماطرة؛ وهو ما يؤكد فعليا أن تغير المناخ بات واقعا حقيقيا لا يمكن نكرانه، وهو ما يهدد استقرار البشر جغرافيا سواء بالمغرب أو بالعالم ككل”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر