بغداد -المغرب اليوم
أكّد مسؤول حكومي أن العراق، أحد كبار مشتري الحبوب في الشرق الأوسط، سيقلّص المساحة المروية المزروعة بالقمح إلى النصف في موسم الزراعة 2018-2019، في ظل شحّ المياه الذي تعاني منه البلاد.
واضطر العراق إلى منع المزارعين من زراعة الأرز وغيره من المحاصيل الصيفية الكثيفة الاستهلاك للمياه بسبب الجفاف وتناقص تدفقات الأنهار , وكان تحقيق استقصائي لوكالة "رويترز" كشف في تموز/ يوليو الماضي كيف تحولت نينوى، التي كانت توصف في السابق بأنها سلة خبز العراق، إلى أرض جدباء بعد الجفاف وسنوات الحرب , ومن المرجح أن تؤدي الخطوة الجديدة إلى زيادة واردات القمح كثيرًا.
وقال نائب وزير الزراعة العراقي مهدي القيسي في تصريحات صحافية إن مساحة الأراضي المروية المزروعة بالحبوب الشتوية، وتحديدًا القمح والشعير، ستنخفض إلى النصف، مضيفًا أن "سبب تقليص المساحات الزراعية هو قلة الإيرادات المائية وقلة التخزين المائي والاحتباس الحراري وانخفاض معدلات تساقط الأمطار" ,وتضمنت خطة العراق الزراعية 1.6 مليون هكتار من القمح في الموسم الماضي 2017-2018 , ورُوي نحو مليون هكتار من تلك المساحة، بينما اعتمد الباقي على مياه الأمطار , وتابع القيسي "نتوقع أن تتقلّص المساحة المروية المزروعة من القمح إلى النصف" مقارنة بالموسم الماضي، ما يشير ضمنًا إلى زراعة 500 ألف هكتار.
وقال ممثل "منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة" (فاو) في العراق فاضل الزغبي، إن "من المتوقع أن يؤدي خفض المساحة المروية إلى تراجع إنتاج البلد من القمح بما لا يقل عن 20 في المئة، ما يعني ضمنًا ارتفاع فاتورة الواردات كثيرًا , ويواجه العراق بالفعل فجوة تسدها الواردات تزيد على مليون طن سنويًا مع وصول الطلب السنوي إلى ما بين 4.5 مليون وخمسة ملايين طن.
وأكد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية حيدر عبد الواحد العبادي تقليص المساحة المروية، مضيفًا أن نقص المياه هو السبب الرئيسي , وأشار أن "المساحات الزراعية لمحصول الحنطة (القمح) ستقل بصورة كبيرة ليصل حجم المساحات إلى مليونين دونم (500 ألف هكتار) بعدما كان الموسم الماضي ما يقارب أربعة ملايين".
وأشار القيسي أيضًا أن من السابق لأوانه تحديد مساحة الأرض التي قد تُزرع بالقمح اعتمادًا على مياه الأمطار في هذا الموسم، لكنه يأمل بأن تعوض بعضًا من النقص , وتابع "سنتبع بعض البرامج لزيادة حجم الإنتاج بالنسبة إلى محصول الحنطة منها برامج نعتمدها لزيادة الغلة، ما يؤثر إيجابًا على زيادة حجم الإنتاج , الأمر الثاني أن دخول محافظة نينوى في الخطة الزراعية المضمونة الأمطار سيعوض جزءًا من المساحات التي حُرمنا منها بسبب شح المياه".
ويستورد العراق القمح لإمداد برنامج دعم الغذاء الذي بدأ في 1991 لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة، ويغطي البرنامج الطحين (الدقيق) وزيت الطهي والأرز والسكر وحليب الأطفال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر