شهد الموسم الفلاحي 2019-2020 بجهة الشرق سقوط أمطار لم تتجاوز نهاية الفترة الخريفية عتبة 130 ملم، مما أثر سلبيا على نمو الزراعات الخريفية (خاصة الحبوب)، وعلى توفر الكلأ في المناطق ذات الطبيعة الرعوية.
وحرصا منها على حماية الثروة الحيوانية التي تشتهر بها الجهة، خاصة الأغنام والماعز التي يناهز عددها 4 ملايين رأس، عملت المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الشرق على توفير عدة حصص، على فترات متتالية، من الشعير المدعم بغية التخفيف من كلفة المواد العلفية وضمان استقرار أثمنتها في الأسواق المحلية.
ولتزامن فترة قلة الموفورات الكلئية مع فصل الخريف، قامت المديرية الجهوية للفلاحة، وفق ما ورد في بلاغ صحافي ، بتوفير 179 ألف قنطار من الشعير المدعم خلال الأشهر الأخيرة لسنة 2019، استفاد منها أكثر من 40 ألفا من مربي الماشية بالجهة، الشيء الذي ساهم في التخفيف من نقص الموارد العلفية بالمراعي.
ونظرا للنقص الحاد في التساقطات المطرية (-50% مقارنة مع المواسم الفارطة) الذي عرفته منطقة النجود العليا والذي ساهم في زيادة اعتماد مربي الماشية على الأعلاف عوض النباتات الرعوية، حرصت المديرية الجهوية على تخصيص حصة إضافية من الشعير المدعم قدرت بـ 195 ألف قنطار لفائدة الكسابة عبر صفقات إقليمية وجهوية، تم تفويتها في جميع أقاليم الجهة مند بداية السنة الحالية، وذلك باعتماد مقاربة استباقية تحسبا لأي تأخر أو نقص في التساقطات.
وكما كان متوقعا، كان لانحباس الأمطار خلال شهر فبراير الوقع السلبي على الموفورات الكلئية، يؤكد البلاغ، مما حدا بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى تنزيل برنامج وطني مهم للحد من أثر الخصاص المسجل في التساقطات المطرية؛ حيث سيتم توزيع 400 ألف قنطار من الشعير المدعم لفائدة جميع مربي الماشية بجهة الشرق، كشطر أول يهم شهري أبريل وماي في انتظار أشطر قادمة خلال الأشهر المقبلة.
من أجل إنجاز هذا البرنامج، جندت المديرية 10 نقط للبيع أو مراكز للربط موزعة على أقاليم الجهة بكل من بوعرفة، تندرارة، جرادة، تاوريرت، العيون، وجدة، تافوغالت، الناضور، الدرويش وجرسيف.
وبلغت حصص الأقاليم 90 ألف قنطار لإقليم فكيك، 60 ألف قنطار لإقليم جرادة، 60 ألف قنطار لإقليم تاوريرت، 40 ألف قنطار لعمالة وجدة انجاد، 40 ألف قنطار لإقليم بركان، 35 ألف قنطار لإقليم الناضور، 30 ألف قنطار لإقليم الدرويش، و45 ألف قنطار لإقليم جرسيف.
ويورد البلاغ، أنه سيتم توفير مادة الشعير لفائدة كسابة الجهة بثمن مدعم حدد في 200 درهم للقنطار، حيث ستتكلف الدولة بتغطية فارق السعر بالمقارنة مع الثمن المتعامل به في السوق.
وبالنظر إلى أهمية هده العملية، تقول المديرية، فقد تمت تعبئة كافة الوسائل اللوجستيكية والبشرية اللازمة من أجل تموين مراكز الربط بطريقة مستمرة وبدون انقطاع، كما تم إصدار دورية مشتركة بين وزارتي الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والداخلية من أجل ضبط مساطير التوزيع على مربي الماشية، أحدثت بموجبها لجان إقليمية ومحلية تضم السلطات المحلية، ممثلي الغرفة الجهوية الفلاحية وممثلي المصالح التقنية للقطاع الفلاحي، ستسهر على تنظيم وتنسيق وتسهيل عملية التوزيع على مربي الماشية في كافة الجماعات الترابية للجهة.
خلال هذه العملية، سيتم حصر لوائح المستفيدين مع الحصة المخصصة لكل كساب وفق معايير محددة، مدعومة ببرنامج معلوماتي يسهر على تتبع مراحل تزويد الكسابة بمادة الشعير، انطلاقا من لوائح المستفيدين، مرورا بوصل التسليم وانتهاء بعملية الاستلام.
بالموازاة، تم رصد غلاف مالي يقدر بـ 4 ملايين درهم على مستوى المديرية الجهوية والمديريات الإقليمية بهدف نقل الشعير المدعم من مراكز الربط إلى الأماكن القريبة لتواجد الكسابة، وذلك للتخفيف من عبء وتكلفة النقل.
وانطلقت عملية التوزيع بكل من إقليمي فكيط وجرسيف، وستنطلق في الأقاليم الأخرى في الأيام القليلة المقبلة.
واتخذت اللجان الإقليمية مجموعة من التدابير الوقائية للحيلولة دون تفشي جائحة كورونا، تمثلت على وجه الخصوص في تعقيم مراكز الربط، وتزويد الموظفين المكلفين بهذه العملية بالكمامات اللازمة، وتنظيم المستفيدين تفاديا لأي تكدس على مستوى هذه المراكز.
قد يهمك أيضَا :
ارتفاع انتاج المغرب من الفواكه الحمراء بشكل لافت خلال الموسم الفلاحي الجاري
أمطار آذار تبث الأمل في نفوس الفلاحين المغاربة في عز جائحة "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر