علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية
آخر تحديث GMT 12:51:26
المغرب اليوم -

تغمر نباتات الذرة والفاصوليا نفسها بسيانيد الهيدروجين

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية

تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية
لندن ـ كاتيا حداد

كشف العلماء أن تغيّر المُناخ يهدد بتسمم الإمدادات الغذائية للفقراء في العالم إذ تستجيب المحاصيل لارتفاع درجات الحرارة من خلال ضخ مواد كيميائية خطرة، ويشعر الخبراء بالقلق إزاء التأثير المدمر الذي ربما تسببه الظروف الجوية القاسية على المحاصيل الضرورية، فعندما يحدث جفاف تستجيب النباتات مثل الذرة والفاصوليا والكسافا من خلال غمر نفسها بالنترات وسيانيد الهيدروجين، وهي مواد ربما تكون قاتلة للبشر والماشية على حد سواء.

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية

وتنشأ مشاكل أخرى جراء ذلك مثل انتشار الالتهابات الفطرية المُنتجة للسموم والمسؤولة عن الآلاف من حالات سرطان الكبد في أفريقيا سنويا، ورغم أن هذه المشاكل تمثل مصدر قلق وبخاصة في الدول النامية ذات الأجواء الأكثر دفئا فإنه إذا ارتفعت درجات الحرارة كما يتنبأ العلماء فمن المحتمل أن تؤثر تلك المشاكل على الشمال أيضا.

 أقرأ أيضًا : تقرير بريطاني يربط بين المواشي والتغيُّر المُناخي على سطح الأرض

وأثارت القضية جاكلين مكجلاد كبيرة العلماء السابقين في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بمحاضرة في كلية جريشام في لندن، وبدأ اهتمام مكجلاد بالمشكلة عند ظهور تقارير من إثيوبيا بشأن وفاة مزارعين فقراء وحيواناتهم في ظروف غامضة، حيث كانت البلاد تعاني جفافا شديدا إلا أن ذلك لم يفسر المشاكل العصبية التي عانى منها هؤلاء الناس بما في ذلك العمى والحركات الغريبة والموت في النهاية، وأدرك الباحثون أن الجفاف أضر محاصيل المزارعين وهو ما دفعهم إلى استهلاك النباتات البرية التي وجدوها على جانب الطريق، وأثار الجفاف آلية دفاعية داخل هذه النباتات ما أدى إلى غمرهم بسيانيد الهيدروجين.
وجمعت مكجلاد كل المعلومات المتاحة بشأن الموضوع في تقرير للأمم المتحدة في عام 2016 حاولت فيه مع فريق من العلماء تحديد المشاكل البيئية الناشئة، وأضافت "حاولت إثارة القضية قبل أن تصبح جزءا لا يتجزأ من المشاكل، كنت أحاول رفع الإنذار، عندما نتحدث عن تغير المناخ فهناك تحدّ حقا لسلامة الأغذية لأن النباتات التي نعتمد عليها تتكيف مع تغير المناخ، وإحدى الطرق التي تتكيف بها خطيرة على الماشية والبشر، بالتالي نحن نحتاج إلى الاهتمام بالأمر".

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية

وظهرت أحدث النتائج التي توصلت إليها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة إلى الأمم المتحدة تأثير الاحترار العالمي على الطقس وأنظمة الغذاء في جميع أنحاء العالم، ويعتقد العلماء بأن آثار ذلك ظهرت بالفعل في موجات الحر والجفاف الشديدة التي اجتاحت بداية من كاليفورنيا حتى السويد العام الماضي، وهو ما أثار الذعر بشأن المحاصيل، إذ أوضح المزارعون في المملكة المتحدة أن بعض محاصيل الخضراوات انخفضت بمقدار النصف، وربما تتفاقم المشاكل لأن مادة الأفلاتوكسين التي تنتجها الفطريات التي تنمو على الذرة وغيرها من المحاصيل أثناء الجفاف تنتشر خارج نطاقها الطبيعي، وحذرت وكالة المعايير الغذائية الأوروبية من السموم التي ترتبط بالسرطان والمشاكل المناعية والنمو الضعيف للأجنة، والتي تعدّ مصدر قلق بشأن سلامة الأغذية في أوروبا حتى في حالة اقتصار ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 2 درجة مئوية.

ورغم مما تشير إليه النتائج من وضع مقلق فإن البروفيسور مكجلاد أوضحت أن الأمل في المستقبل ربما يأتي من أنواع المحاصيل المحلية والبرية التي تحظى بدرجة تحمل عالية للحرارة والمرض، وقال الدكتور كارلو فادا الباحث في مؤسسة Bioversity الدولية إنه عمل على أنواع مختلفة من القمح والشعير والذي تمت زراعته في إثيوبيا لمدة 4 آلاف عام، مضيفا "هذه الأنواع أكثر تحملا لظروف الجفاف، وتحافظ على إنتاجية جيدة حتى خلال الأعوام السيئة، ونادرا ما تكون عرضة للأمراض".

وتأمل البروفيسور مكجلاد أن الاعتماد على هذه الأنواع المرنة وأنظمة مراقبة الجفاف والمرض يسهم في تجنب التأثير السيئ لهذه المحاصيل السامة.

   وقد يهمك أيضاً :

المؤتمر الأممي بشأن تغيُّر المُناخ بتايلاند يفشل في تحقيق أهمّ أهدافه 

دراسة تُؤكّد أنّ سياسات كندا والصين تُهدِّد بتغيُّر المُناخ

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يُهدِّد بتسمّم الإمدادات الغذائية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib