بحث يرصد تغيرات اجتماعية وسط مزارعي القنب الهندي ناحية شفشاون
آخر تحديث GMT 02:00:23
المغرب اليوم -

بحث يرصد تغيرات اجتماعية وسط مزارعي "القنب الهندي" ناحية شفشاون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بحث يرصد تغيرات اجتماعية وسط مزارعي

زراعة القنب الهندي
الرباط_ المغرب اليوم

زامنا مع مصادقة الحكومة على مشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي لاستعماله في الصناعات الدوائية والتجميلية، أظهر بحث ميداني أنجز في جماعة فيفي، نواحي مدينة شفشاون، أنّ انتقال أهالي المنطقة من الزراعات المعيشية إلى زراعة القنب الهندي، منذ سنوات التسعينات من القرن الماضي، واكبتْه جملة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية.

ومن بين الخلاصات التي تمخض عنها البحث الذي أنجزته الباحثة نجاة التزروتي ونالت به شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط، أنّ من بين الأسباب التي حدتْ بالمزارعين إلى الانتقال من الزراعات المعيشية إلى زراعة القنب الهندي، صعوبة الطبيعة الجغرافية، إضافة إلى عدم انتظام التساقطات المطرية، ما يجعل مداخيلهم من الزراعات المعيشية ضعيفة جدا.

ويشير البحث الذي أنجزته التزروتي تحت إشراف سعيد بنيس والمختار الهراس، إلى أنّ أهالي منطقة فيفي اهتموا بتهيئة الأرض بعد الانتقال إلى زراعة القنب الهندي، من أجل توفير مساحات أوسع للزراعة، كما طوّروا عوامل الإنتاج، حيث استبدلوا آلات الحرث التقليدية بآلات عصرية، من أجل إنتاج كميات أكبر من نبتة “الكيف”.

ووازى التطورَ الذي عرفته زراعة القنب الهندي في المنطقة التي شملها البحث، تغيُّر في العلاقات الاجتماعية لدى المزارعين، حيث اندثر التعاون الجماعي في الحرث والحصاد “تيويزا”، وحلّت محله الاستعانة بأفراد الأسرة بالنسبة للمزارعين من مُلّاك أراض ذات مساحة صغيرة، أو باليد العاملة المأجورة بالنسبة للمزارعين “الكبار”.

وتتفاوت أجور العمال حسب “تخصصهم”؛ إذ يتراوح الأجر اليومي بالنسبة للعمال الذين يقومون بمهمة دقّ نبتة الكيف، من أجل استخلاص ما يتمّ تسويقه، ما بين 200 و250 درهما، مع استفادتهم من المبيت والمأكل وكذلك من تناول الحشيش، بحسب المعطيات الميدانية التي استقتْها الباحثة.
وأوضحت نجاة التزروتي، في حديث لهسبريس، استنادا إلى المعطيات الميدانية التي استقتْها، أنّ مزارعي القنب الهندي في جماعة فيفي كانوا يكتفون ببيعه على شكل حُزم في السوق، قبل أن تقع طفرة في نظام الإنتاج، مكّنتهم من استخراج أنواع ذات دخل متطور، مثل الكيف “المسوس” و”المدرح” و”طيسلة”، ما مكّنهم من تطوير مدخولهم وتحسين وضعيتهم الاقتصادية.

ووفق المعطيات الرقمية الواردة في البحث الميداني الذي أجري خلال الفترة من غشت 2016 إلى غشت 2018، فإنّ 75 في المئة من سكان جماعة فيفي يعيشون من الزراعة، و11 في المئة من الحِرف، و2 في المئة فقط منهم يعملون في الوظيفة العمومية، بينما 12 في المئة منهم لا يزاولون أيّ عمل، إما بسبب المرض أو الشيخوخة، ويشكلّ صغار المزارعين 98 في المئة، مقابل 2 في المئة من المزارعين المتوسطين.

ويتفاوت دخْل المزارعين تبعا لحجم الحيازات الزراعية للأسر، ولدرجة جودة القنب الهندي، حيث يباع الكيلوغرام الواحد من نوع “البلدية” بعد تحويلها إلى حشيش بـ3000 درهم، ويصل سعر نوع “الرومية” من النوع الممتاز إلى 2000 درهم.

وإجمالا، يتراوح الدخل السنوي للمزارعين من مُلّاك الحيازة الصغيرة (4 هكتارات) ما بين 14 ألفا و20 ألف درهم، ويصل دخل مُلاك الحيازة المتوسطة (7 هكتارات) إلى 28 ألف درهم، بينما يجني أصحاب الحيازة الكبيرة التي تفوق مساحتها عشرة هكتارات 48 ألف درهم.

وبالرغم من تطوُّره، إلا أن الأسر التي تعيش من زراعة القنب الهندي في جماعة فيفي تعاني من عدم استقرار دخْلها الذي يرتبط بالعرض والطلب، ذلك أنّ السعر الذي تبيع به ينزل بشكل كبير عندما يشتدّ الخناق على شبكات تهريب المخدرات، ما يدفع المزارعين إلى الاحتفاظ بالمنتوج وعدم بيعه إلى حين ارتفاع سعره في السوق، وهو ما يجعلهم في وضعية اقتصادية صعبة.

وأفادت نجاة التزروتي، في حديث لهسبريس، بأنّ مزارعي القنب الهندي في جماعة فيفي يلجؤون إلى الادّخار عبر مشاريع اقتصادية صغيرة موازية في المدينة، كحلّ لتجاوز إشكال عدم توفر مدخول قار، وأيضا كحلّ لاحتمال إلقاء القبض على رب الأسرة، حيث يُلاحَق عدد من المزارعين من طرف السلطات القضائية، بسبب وجود وشايات ضدهم.

وبيّن البحث أن تطوّر إنتاج القنب الهندي أثّر على الممارسات الاستهلاكية لدى الأسر في جماعة فيفي، ففيما يتعلق بالسكن، فقد شيّد سكان الجماعة مساكن حديثة، غير أنها لا تتجاوز نسبة 16 في المئة، وتقلّص الاهتمام بالحظائر، حيث حوّلت 79 في المئة من الأسر الحظيرة من وسط المسكن إلى غرفة بجواره.

وكان لافتا في البحث أنّ نسبة 2 في المئة من الأسر استغنتْ بشكل نهائي عن تربية الماشية، بسبب نقص المراعي، وضعف عدد الأفراد المهتمين بتربية الماشية، إضافة إلى أن الدخل المرتبط بزراعة القنب الهندي عوَّض الدخل الذي كانت تستفيد منه الأسرة عند بيع بعض المواشي.

قد يهمك ايضا :

الشيخ رضوان يتدخل قضية تقنين زراعة القنب الهندي

 

زراعة القنب الهندي في "مناطق تاريخية" في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحث يرصد تغيرات اجتماعية وسط مزارعي القنب الهندي ناحية شفشاون بحث يرصد تغيرات اجتماعية وسط مزارعي القنب الهندي ناحية شفشاون



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib