الرباط - المغرب اليوم
دعا مرصد حماية البيئة والمأثر التاريخية في طنجة، المسؤولين القائمين على الشأن المحلي للمدينة، إلى إعادة بناء برج المراقبة الموجود في الشاطئ البلدي، والذي تم هدمه مؤخرا أثناء عملية تنفيذ مشروع تهيئة ميناء وكورنيش المدينة، في مكانه الأصلي عبر إدماجه ضمن المخطط الشامل لتهيئة المدينة , هذا ولقد أكد المرصد في بيان صحفي له أن هدم البرج يتناقض جملة و تفصيلا مع عناوين مشروع طنجة الكبرى و شعاراته المتعلقة بإدماج الجانب التاريخي و المعماري في التنمية المنشودة للمدينة عبر هذا المشروع و كما ينم عن غياب واضح لأي مشاركة تشاركية أو انفتاح على المجتمع المدني المحلي حسب ما ينص عليه الدستور الوطني المغربي .
هذا وكما يعتبر هدم البرج تراجعا عن وعود سابقة بإنشاء دار لمشروع طنجة الكبرى منفتح على الجميع و يتضمن جميع المعلومات و التفاصيل حول المشاريع المبرمجة , وكما أضافت الهيئة أنه و بالرغم من كون برج الشاطئ البلدي غير مصنف و مرتب ضمن المواقع الأثرية إلا أنه يشكل جزءا من الذاكرة الجماعية للمدينة، و يعتبر ضمن المباني التي تؤرخ لتاريخ المدينة الدولي و القابل للإستثمار السياحي والثقافي، وأن هدمه يعتبر بمثابة تشويه لتاريخ المدينة و محاولات متكررة لطمس هويتها عبر إعدام مجموعة من المآثر التاريخية التي تشكل ذاكرة مشتركة لسكان المدينة و زوارها، و تطاولا مستفزا على فضاءاتها العمومية.
وبهذا الخصوص فلقد طالب المرصد، الجهات المشرفة على تهيئة الكورنيش، بضرورة إشهار المشروع و تفاصيله التنفيذية حتى يكون الرأي العام على اطلاع بما هو مقرر للإنجاز، مع التنبيه على خطورة الاستهانة بمشاعر الأهالي و شعورهم بالأذى الملموس الذي يمس تراث المدينة و على رأسها مدينة كوطا و فيلا هاريس و فندق سيسيل و دور السينما التاريخية و المباني التاريخية خارج الأسوار و قصر الباشا الريفي و أسوار المدينة العتيقة و أبراجها و ضريح ابن بطوطة و مسرح سرفانتيس و بلاصا طورو و غيرها من الأماكن التي تشكل روح المدينة وتميزها.
هذا وفي ضوء ذلك فلقد عبر المرصد عن ارتياحه ليقظة و حرص ساكنة المدينة على ذاكرتها الجماعية، والتي عبرت بسخط كبير عن تذمرها من هدم هذا البرج في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي , هذا و يذكر إن خبر هدم منارة الشاطئ البلدي "البلايا"، شكل صدمة قوية لشريحة واسعة من الطنجاويين، الذين اعتبروا أن الخطوة تعتبر حلقة جديدة من مسلسل الإجهاز على ذاكرة وهوية مدينة "البوغاز"، وتتناقض مع المجهود الجبار الذي بدله المسؤولون في وقف عمل الملاهي الليلية بكورنيش المدينة وهدمها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر