أبو ظبي ـ المغرب اليوم
سجّلت محطات الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلزال هزة أرضية بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر وبعمق 10 كيلومترات في تمام الساعة 5.32 صباح الأربعاء، حسب التوقيت المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب إيران في الخليج العربي على بعد 300 كم من أبوظبي، وكانت محسوسة بشكل خفيف في أبوظبي ودبي والمناطق الشمالية، وكانت الشدة من 3 إلى 4 على مقياس ميركالي، وأكّد المركز أن الهزة الأرضية لم يكن لها أي تأثير يذكر على أي منطقة من مناطق الدولة.
الهزة
وقال المهندس خميس راشد الشامسي رئيس قسم الهندسة الزلزالية والجيولوجيا ومسؤول إدارة الزلازل في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل لـ"البيان"، إن الهزة الأرضية التي وقعت على الساحل الإيراني في منطقة فارس الإيرانية صباح أمس تعد من الهزات المتوسطة التي لا تحدث عادة أية توابع أو مدا بحريا نظرا لضعف قوة الزلزال وضحالة مياه الخليج العربي، لافتا إلى أن المركز الوطني لم يتلق إلا 4 اتصالات من الجمهور قالوا إنهم شعروا بهزة خفيفة.
تحصين
وقال الشامسي إن مباني دولة الإمارات بفضل الله محصنة وقوية من تأثير مثل هذه الهزات الضعيفة وذلك لاعتماد أكواد بناء عالمية تتحمل درجات أعلى من ذلك بكثير.
وأضاف أنه على الرغم من الموقع الجغرافي لدولة الإمارات في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة التصادم بين الصفيحتين العربية والإيرانية إلا أنه وفق المعطيات التاريخية والعلمية يعد بعيدا عن متناول الهزات الأرضية العنيفة، موضحا أن موقع الدولة بعيد نسبيا عن المنطقتين النشطتين زلزاليا في المنطقة وهما: منطقة جبال زاجروس جنوب شرق إيران وحدوه الصفيحتين العربية والأوراسية وهي التي لم يزد فيها قوة أي زلزال أكثر من 6.5 درجات بمقياس ريختر، والمنطقة الثانية صدع مكران في بحر العرب والذي يبعد عن الإمارات بنحو 600 كيلومتر ومعظم الزلازل القوية التي وقعت في المنطقتين كانت في الجانب الآخر من اليابسة في إيران وباكستان ويقتصر التأثر بها في دولة الإمارات بالإحساس بها فقط.
وأكد المهندس خميس الشامسي أن المركز الوطني للأرصاد وبالتعاون مع بلدية أبوظبي انتهيا من مشروع نظام مراقبة وإدارة المخاطر الزلزالية وتقييم المخاطر في إمارة أبوظبي وبدأ في العمل فعليا، حيث تم تأسيس مركز للبيانات الزلزالية والمراقبة في المركز الوطني للأرصاد لافتا إلى أن المشروع يضم 50 محطة لرصد الحركات القوية في إمارة أبوظبي و4 محطات إضافية جديدة للرصد إلى جانب 10 محطات صغيرة تختص برصد حركة البنايات الحيوية والشاهقة، لافتا إلى أن هذا النظام المتكامل يتكون من أجهزة رصد وشبكات مراقبة للنشاط الزلزالي وللمنشآت وأنظمة معلومات تساعد على مراقبة وتقييم وإدارة المخاطر كما يساعد على رسم خرائط للنشاط والتقييم الزلزالي الدقيق في الإمارة.
لا تأثير
من جانب آخر، رصدت الشبكة المحلية لرصد الزلازل في بلدية دبي هزة أرضية متوسطة القوة بجنوب إيران بالقرب من جزيرة كيش وشمال غرب دبي وشمال أبوظبي على مسافة 217 كيلومترا من إمارة دبي.
وسجلت الشبكة الهزة الرئيسية في تمام الساعة الخامسة و32 دقيقة صباح أمس بالتوقيت المحلي لدولة الامارات بقوة قدرها 7. 5 درجات على مقياس ريختر للزلازل، حيث شعر بها بعض قاطني الأدوار العليا بإمارة دبي ولم يكن لها أي تأثير على دبي ودولة الامارات، حيث ينحصر تأثيرها البسيط على جنوب إيران.
رصد
وأوضح المهندس محمد مشروم مدير إدارة المساحة في البلدية انه تم رصد الزلزال الرئيسي بوضوح وجارٍ رصد التوابع لهذا الزلزال ومتابعة النشاط لحظيا والذي لن يكون لها أي تأثير على كل إمارات الدولة.
وقال ان هذا النشاط يقع بمناطق الحزام الزلزالي الممتد شمال غرب موازيا لسلسلة جبال زاجروس كناتج عن اصطدام الصفيحة العربية بالصفيحة الأوروآسيوية، مشيرا إلى أن تلك المناطق تقع ضمن أحزمة الزلازل.
وطمأن مدير إدارة المساحة في البلدية بأن مثل هذه القوى من الزلازل لن تؤثر على المنشآت بدبي لبعد مواقع حدوثها، مشيرا الى أن جميع منشآت دبي تم تصميمها طبقا لكود الزلازل.
هزّة جنوب إيران
كما أكد المقدم جمعة الكيبالي رئيس قسم العمليات في إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة أمس أن إدارته تلقت بلاغات للاستفسار عن ماهية الهزة الأرضية التي ضربت الامارة صباح أمس، مشيراً إلى أن المواطنين أرادوا الاسترشاد برأي إدارة الدفاع المدني لإخلاء المباني، خاصة لو تكررت مرة ثانية، وأضاف الكيبالي أن الهزة لم تخلف أي خسائر أو أضرار في الأرواح أو الممتلكات، ولا تأثير لها.
كما أكد المقدم جمعة عبيد الكيبالي رئيس قسم العمليات في إدارة الدفاع المدني أن جميع الحوادث التي وقعت خلال عطلة عيد الفطر المبارك كانت بسيطة، وأن غالبية البلاغات التي وردت إلى الإدارة خلال العطلة كانت تتمحور حول حوادث مرورية بسيطة ونقل مرضى وغيرها من الحوادث البسيطة التي تم التعامل معها بالشكل المطلوب، لافتاً إلى أن هذه الحوادث لم ينتج عنها إصابات بشرية.
وأضاف أن إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة على أهبة الاستعداد لتقديم خدماتها على مدار الساعة، حيث تم توفير تجهيزات متكاملة لتأمين السلامة خلال الإجازة وبشكل خاص في أماكن التجمعات التي تشهد في هذه الفترة ارتفاعاً بأعداد الزوار سواء في البر أو البحر أو إلى الأماكن السياحية ومراكز التسوق، مناشداً مرتادي البحر بضرورة أخذ الحيطة والحذر سواء خلال السباحة أو غيرها بسبب تقلب الأحوال الجوية وعدم ترك الأبناء دون مراقبة تجنباً لأي حوادث تعكر صفو هذه المناسبة.
من جانبها أكدت إدارة مستشفى صقر ان قسم الطوارئ في المستشفى لم يتلقَ أي إصابات ناتجه عن الهزة الأرضية التي حدثت صباح أمس وشعرت بها بعض مناطق الدولة، مشيراً إلى أن الوضع كان هادئاً في قسم الطوارئ طوال يوم أمس دون تسجيل أي حوادث بسبب الهزة الأرضية، وهو ما أكدته في حصيلة أولية مصادر إدارة الدفاع المدني والشرطة بعدم وقوع أي حوادث أو إصابات.
هزات أرضية
أعلى مستوى للهزات الأرضية التي رصدت في الإمارات كانت في عام 1945 وبلغت 8 درجات بمقياس ريختر في صدع مكران في ايران على الجانب الآخر من الخليج العربي وأحدثت تسونامي متوسطا وصل إلى سواحل عمان وتأثرت بها معظم دول الخليج تأثيراً متوسطاً.
كما يسجل التاريخ الزلزالي في المنطقة أنه تم رصد 89 هزة أرضية تمركزت بمنطقتي الخليج العربي وخليج عمان، وتراوحت قوتها ما بين (3 ــ 5.8) درجات حسب مقياس ريختر، باستثناء ثلاثة منهما بلغت قوتهما (6.3 و6.4 درجات) حدثا في العامين (1902م و1949) على التوالي وكان الزلزال الأقوى عام 1945 بقوة 8 درجات بمقياس ريختر في إيران، وأخيرا وقعت هزة أرضية بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر وبعمق 10 كيلومترات في تمام الساعة 5.32 صباح امس في السواحل الجنوبية من ايران في الخليج العربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر