تغطي القارة الأوروبية غيمة كثيفة من الضباب الدخاني السام، خلال الأيام الجارية، مهددة بريطانيا بدرجة عالية من الخطورة بسبب التلوث الذي تعاني منه البلاد، كما أنَّها ستحجب عن الملايين رؤية كسوف الشمس، الجمعة.
وصرَّح المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية نيكولا ميكساي، بأنَّ الضغط العالي وقلة الرياح يتسببان في زيادة التلوث ما يعني أنَّ الغطاء السحابي الذي يغطي معظم البلاد الأوروبية حاليًا سيستمر إلى ما بعد الجمعة ؛ ليحجب رؤية الكسوف عن معظم الناس.
وأوضح ميكساي أنَّه بالنسبة إلى مراقبي السماء العلامة الوحيدة التي ستدل على حدوث الكسوف هي تراجع في مستوى الضوء صباح الجمعة، مشيرًا إلى وجود بعض الجيوب الصافية في السماء من الصعب التنبؤ بأماكنها، لافتًا إلى أنَّ الأفراد المصابين بحالة قلبية أو رئوية قد يواجهون أعراضًا زائدة بسبب التلوث.
وأبرز أنَّ مكتب الأرصاد الجوية يعمل عن كثب مع مكتب إنجلترا للصحة العامة لضمان حصولهم على أدق المعلومات والأكثر تحديثًا حول توقعات حالة الهواء؛ لتوفير نصائح ذات فائدة للجمهور.
ونوَّه بأنَّ الجمعة سيشهد زيادة في الغيوم وتحديدًا في الشمال الأوروبي مع احتمال تساقط الأمطار في الجنوب الشرقي وتوقع زيادة الأمطار فيما بعد في اسكتلندا، مشيرًا إلى أنَّه سيكون هناك دفع للطقس في الشمال الغربي ومنطقة اسكتلندا، ما قد يخفف السحب قليلًا عدا ذلك سيظل الجو غائمّا وقد تسطع الشمس بعد تفرق السحب.
وأكد ميكساي، أنَّ السبت المقبل سيظل غائمًا مع احتمالية انخفاض درجات الحرارة بسبب تحرك الرياح من الشمال، والأجواء نفسها الأحد.
وطالبت إدارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية، كبار السن والصغار ومرضى القلب والصدر بتجنب النشاطات المتعبة، خصوصًا في الهواء الطلق، محذرة مرضى الربو من التعرض إلى زيادة في مشاكل التنفس.
وأبرزت "البيئة" أنَّ موجة التلوث التي تضرب أوروبا وتجتاح باريس أظهرت ارتفاع معدلات الجسيمات للمستوى التاسع من أصل عشرة محتملين في معظم أنحاء الجنوب الغربي ولندن، في حين تم تسجيل مستويات متوسطة إلى عالية عبر ميدلاندز وأجزاء من اسكتلندا.
وبيَّنت أنَّ البالغين والأطفال الذين يعانون مشاكل قلبية ورئوية هم الأكثر عرضة للأخطار وطلب منهم إتباع نصائح أطبائهم المعتادة حول التمرين على التحكم بحالاتهم، منوهة إلى أنَّه من المحتمل أن يواجه هؤلاء الأفراد بعض الآثار الصحية حتى في الأيام منخفضة التلوث.
وكانت لندن قد تضررت بشدة من الضباب الدخاني في نيسان/ أبريل العام الماضي، عندما اتحدت الجزيئات السامة مع درجات التلوث المرتفعة الآتية من أوروبا مع هبوب الغبار من الصحراء، ما أحدث سحابًا كثيفًا مرئيًا في أجزاء من العاصمة.
وأشارت عالمة الأرصاد الجوية في جامعة "ريدينغ" هيلين داكر، إلى أنَّ الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكربون والأوزون وذرات الغبار التي تهب من الصحراء وعوادم السيارات تساهم في إحداث المشاكل لمرضى القلب والرئة والربو.
واتخذت باريس في الوقت نفسه، خطوة غير متوقعة بحظر السيارات من الطرق ليوم واحد، في إطار المجهود المبذول لتقليل الملوثات التي وصلت إلى مستويات خطيرة.
وسيبقى الجو خفيفًا وجافًا وغائمًا في الغالب في معظم أنحاء المملكة المتحدة على مدار اليومين المقبلين وحتى نهاية الأسبوع كما تستمر منطقة من الضغط العالي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر