أثارت سيدة زيمبابوي الأولى غريس موغابي موجة من الغضب بعد تصريحاتها بأن اللوم يقع على النساء في اغتصابهن إذا كن يرتدين الميني جيب (التنورة القصيرة) والملابس المكشوفة. وقالت: "إذا كنتِ تسيري وأنتِ ترتدي "الميني جيب" التي تظهر أفخاذك وتدعين لعاب الرجال ليسيل لأجلك، فهل تريدين الشكوى بعدها عند اغتصابك؟! من المؤسف أن يكون هذا خطأك".
وأثار حديث حرم الرئيس موجابي في الشونا التعليقات أثناء مؤتمر كبير للاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي في مبرنجوا يوم الجمعة.
واقترحت موغابي العديد من الاقتراحات للمرأة حتى تمنع الاغتصاب، وكان الاقتراح الرئيسي هو ضررة ارتدائهن للسراويل الواسعة والفضفاضة بدلًا من "الميني جيب". وقالت: "ارتدي ملابس مثل ملابس مي موغابي، أو يمكنك اختيار سراويل واسعة، ولكن لا ترتدي هذه الملابس الضيقة، فهذه الأنواع من الملابس علامة على التحلل والانحطاط الأخلاقي في بلادنا".
وقوبلت تعليقاتها بموجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تساؤلات المستخدمين لهذه المواقع الاجتماعية عن وجهات نظر السيدة غريس موغابي عن الاغتصاب.
وقالت أرثر شاتورا على مواقع التواصل الاجتماعي: "أتعجب من أين أتت بالأدلة العلمية لهذا الادعاء". وقال معلق آخر باسم (@LynnBlaze) مدينًا لتعليقات السيدة موغابي حول الاغتصاب: "أعذار القادة للإغتصاب تعتبر جزءًا من المشكلة".
وتأتي هذه الأنباء بعدما صرحت سيدة زيمبابوي الأولى بأنها تخطط للحصول على كرسي متحرك "خاص" لزوجها البالغ من العمر 91 سنة حتى يستطيع الاستمرار في الحكم. حيث كانت جريس موجابي أخبرت المؤيدين في اجتماع سياسي حاشد الأسبوع الماضي أنها ستأتي بكرسي متحرك لزوجها الرئيس روبرت موغابي لاستخدامه.
وكانت السيدة موغابي (50 سنة) تعهدت في خطاب متلفز، بأن تدفع الكرسي المتحرك بنفسها، موجه انتقاداتها لمن ينتقدون زوجها ويقولون أنه كبير جدًا في السن على الحكم.
وقالت موغابي لأنصارها أنها ستتأكد من أن زوجها، الذي يحكم زيمبابوي منذ استقلالها في عام 1980، لا يزال في كامل قوته طالما أنه مازال يستطيع الكلام.
وشكك المنتقدون في قدرات الرئيس الزيمبابوي على الحكم بعدما أخطأ في قراءة الخطاب في البرلمان، كما أن تعثر قدماه في العديد من المناسبات العامة كان يصنع عناوين الأخبار.
وأنكرت السيدة الأولى ذات الخمسين عامًا أن لديها أي طموحات لتكون رئيسة البلاد، إلا أن المحللين يعتقدون بأنها مرشحة بقوة لخلافة زوجها. وكانت غريس تعمل في الطباعة على الآلة الكاتبة في مكتب الرئيس روبرت موغابي سابقًا قبل أن يتزوجها، وارتفعت إلى أعلى مراتب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد مهاجمتها لنائب الرئيس السابق جويس موجورو، الذي أقاله الزعيم المخضرم من منصبه في وقت لاحق.
وكما ذكرت صحيفة هيرالد، فإن غريس موغابي تحدثت إلى مناصريها في مباري في مدينة هراري قائلة: "الناس يعانون بينما نتقاتل نحن هنا من أجل المناصب، وأنا موجودة هنا بصفتي زوجة الرئيس وبصفتي السيدة التي اخترتموها لتقود المرأة، وسينتهي الأمر هنا فلا أريد مناصب أخرى".
وبالرغم من كونها واحدة من اثنين فقط في اليمين الدستورية، إلا أن كبار المحللين من أعضاء الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي يؤكدون أن جريس موجابي قد لا تكون قادرة على حشد تأييد واسع النطاق اللازم لقيادة الحزب الحاكم دون حماية ودعم زوجها.
ولم تلعب غريس موغابي دورًا واضحًا في حركة التحرير والنضال ضد الاستعمار الأبيض الحاكم في السبعينات، حيث يعتبر هذا النضال شرطًا أساسيًا لقيادات الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي.
وفي سبتمبر/أيلول رسخ إيمرسون منانجاجوا، نائب الرئيس وأحد الموالين المتشددين لموغابي، والمعروف باسم "التمساح"، مكانته باعتباره وريثًا لموجابي بعدما حصل على حلفاء مقربين يتقلدون مناصب وزارية هامة ويؤمنون المهام الخاصة بإصلاح الاقتصاد والنظام القانون.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر